للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي موضع آخر ذكر لام في العراق باسمها حيث قال (١):

بنو لام من عشائر دجلة الكبيرة ذات الشأن في العراق، وتتعاطى زراعة الحنطة والشعير على ضفتي النهر، وتمتد أراضيها إلى الحدود الإيرانية بالقرب من مبردة والحويزة وترعى مواشيها بالقرب من الهضاب الإيرانية في الشهر الأول من السنة.

ويعتبر أفراد هذه العشيرة من المقاتلين الأشداء وهم فرسان أقوياء، أما اليوم فليس لهم قيمة قتالية تذكر، وإن بداوتها في أيامها السابقة مكنتها من السيطرة على لواء العمارة، أو أكثر بقاعه، ولكن العشائر التابعة لها قد تبدلت أوضاعها، والتزمت مواطنها، فاستقرت فيها وانحسر نفوذ بني لام رويدًا رويدًا.

وهي من عشائر طيئ، فقد امتدت سلطتها قديمًا من القرنة إلى الشاطئ الشرقي من نهر ديالي، مما هو قريب من بغداد، إلا أن هذا تقلص تدريجيًا وانتزعت سلطتها من بعض المواطن مثل لواء الكوت، وانقطعت الصلة إلا قليلًا، فبقى موطنها محصورًا فيما هو لا يزال الآن بأيديها، كما أن عشائر أخرى في الجنوب قد حدت من سلطة بني لام عليها كما كادت تنعدم، وفي تاريخ وقائعها ما يثبت ويعين على إثبات توسع سلطان بني لام في الماضي وتقلصه في الحاضر. وكان يعد تاريخ اللواء مكونًا من حوادث بني لام، وعلاقتها بولاة بغداد كثيرة. وكانت عشائر بني لام تسكن الحجاز في جبال أجا وسلمى، وأصل موطنها اليمن، والتاريخ مملوء وطافح بذكر الحوادث عنها أو ما يتعلق بها.

وقد سبقت عشائر بني لام عشائر شمر في سكن العراق، وكان سكانها نحو القرن الثامن الهجري. ومن عشائر بني لام في العراق: آل نصيري، وآل نصار، والحويفظ، والغزي، والجوارين، والقشعم (٢).


(١) انظر ج ٥ ص ١٦٥، وقد نقل عن كتاب العزاوي للقبائل العراقية.
(٢) وهذه العشيرة يذكر بعض المؤرخين أنها من شمَّر، والصحيح أنها من نبهان من طيئ، كما ذكر ابن حزم في الجمهرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>