للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

توالت هجرات القبائل (١) وفي ذلك يقول عباس عمار في كتابه "المدخل الشرقي لمصر" ص ١٠٤، ١٠٧: إن سيناء أصبحت طوال القرون الإسلامية الأولى طريق مرور فقط تعبرها القبائل بشكل لم تعهده في فترات التاريخ السابقة، وكان من الاسباب الهامة الدافعة إلى تدفق القبائل إلى مصر عبر شبه الجزيرة مجيء الوالي الجديد الذي كان يرافقه جيش يقرب من ٢٠٠٠٠ مقاتل غالبيتهم من العرب؛ والذي كان وجوده في الحكم مشجعًا للقبائل التي ينتمي إليها على أن تهاجر إلى مصر كما يدل على ذلك تحليل القبائل المختلفة التي هبطت مصر في عهود الولاة المتتابعين … " (٢).

ومن المعروف أنه في عهد الدولة الأموية وفدت إلى مصر جموع من قريش معظمهم من بني أمُية وجموع من قَيْس عَيْلان ومن جُهَيْنة ومن الأَزْد ومن حِمْيَر ومن لخَمْ.

وفي العهد العباسي وفدت جموع من بني العباس ومن تَمِيم ومن الأَزْد ومن طَيِّئ ومن لخَمْ ومن مَذْحِج ومن بُجَيْلة ومن حِمْيَر (٣). ولما بدأت العناصر غير العربية تحكم مصر بعد ذلك وبالتالي لم يعد هؤلاء الحكام يحابون العرب كما حدث أثناء حكم أحمد بن طولون ٢٥٧ - ٢٧١ هـ (٨٧٠ - ٨٨٤ م) بدأت القبائل العربية التي كانت قد هاجرت إلى مصر تهاجر من جديد إلى شمال إفريقيا وإلى السودان.

ولما تولى الفاطميون حكم مصر سنة ٣٦٣ هـ (٩٧٣ م) عاد الحكم العربي الصميم ورأى الخلفاء الفاطميون في القبائل العربية المستقرة بسورية على حدود مصر الشرقية مصدر خطر على حكمهم الجديد في شمال وادي النيل، فانتهوا إلى تشجيع القبائل على الهجرة إلى مصر (٤).

ولكن عندما قبض المماليك على زمام الحكم في مصر بعد انتزاعه من العرب اصحاب السلطان أصلًا، بدأت تنقلب الأحوال وتتغير معايير الأمور، فإن المماليك


(١) أحمد لطفي السيد، قبائل العرب في مصر ج ١ ص ٩، ١٠.
(٢) محمود كامل: عروبتنا، ص ٥٧.
(٣) أحمد لطفي السيد: قبائل العرب في مصر، ج ١ س ٩، ١٠.
(٤) محمود كامل - عروبتنا، ص ٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>