للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التل - المطل على بركة الحبش، وهو التل الذي أقامت على سفحه. قبائل حِمْيَر والمعافر القحطانية (١).

ويبدو أن قبائل مُضَر بعامة فقدت جانبا من قوتها مع الزمن، أو أنها كانت بإقامتها في مصر أسرع من غيرها إلى التخلص من عنف البداوة، والأخذ بأسباب النظام والقانون، فحينما رفضت قبيلة المعافر استعمال المدى الذي أراد الخليفة هشام أن يوحد به المكيال في خلافته سنة ١١٧ هـ وكحسرته افتخر الشاعر المعافري بهذا السلوك العنيف ضد الخليفة القوي.

من بعد ما ذلت له … أعناق يعرب بل مُضَر (٢)

وقد حفظ لنا اسم أحد عرفاء مضر، شعبة بن عثمان التميمي (ت ١٣٣ هـ) أول من قدم مصر من قواد المسودة (العباسيين)، وكان على مقدمة عامر بن إسماعيل المرادي الجرجاني. ولا نستطيع اتخاذ هذا دليلا على انحياز مُضَر إلى العباسيين عند ذاك، فإن شعبة نفسه قد ضرب صالح بن علي - أمير مُضَر - عنقه سنة ١٣٣ هـ؛ لأنه تستر على أحد الأمويين الهاربين (٣).

وفي كل حال فإن بعض القبائل المُضَرية كان من بين القبائل العربية الكثيرة التي سارت إلى الجنوب بحثا عن الذهب في منطقة العلاقي (٤)، والتي أقامت بأسوان وملكت الضياع في بلاد النوبة منذ صدر الإسلام في دولة بني أمية وبني العباس (٥).

هذا عن قبائل مُضَر ككل. ونناولها الآن بالتفصيل الذي يتيح لنا أن نرى إلى نسبتها العددية، وتحركاتها، وأثرها في الحياة المصرية في الفترة التي نعني ببحثها.

تنقسم مضر قسمين كبيرين هما: خِنْدف، وقيس.


(١) ابن عبد الحكم. فتوح مصر ص ١٢٦ - ١٢٧، علي بهجت: حفريات الفسطاط ص ٢٢.
(٢) الكندي: الولاة: ص ٧٩.
(٣) الولاة ص ٩٩، وابن تغري بردي: النجوم الزاهرة ج ١ ص ٢ - ٣.
(٤) اليعقوبي: كتاب البلدان: ص ١٢٣.
(٥) الخطط ج ١ ص ١٩٧ - ١٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>