فهم آل فضل وآل مِرَاء وآل علي من آل فضل وهم كرام العرب وأصل البأس والنجدة منهم - إلى آخر ما ذكر في كلام طويل وقد انتشر نفوذ (آل فضل) في نجد من القرن السابع الهجري حتى العاشر الهجري، وكان لهم تاريخ حافل، وأخبار وأشعار متداولة، حينما كانت القبيلة ذات قوة وسيطرة، ثم انتقلوا من الجزيرة على فترات أولها سنة ١٠٨٥ هـ على ما ذكر ابن بشر في سوابق تاريخه "عنوان المجد في تاريخ نجد" وقد انخذلت فروع استقرت في قرى متفرقة من نجد من أقاليم العارض وسدير والوشم والزلفي وغيرها، مما أشرت إلى بعضهم في موضع آخر.
وقد توسع ابن فضل اللَّه العمري في الكلام على فروع (آل فضل) في كتاب مسالك الأبصار في ممالك الأمصار ومما ذكر عنهم قوله: ساقت تصاريف الدهر الملك الظاهر بيبرس إلى بيوتهم، وهو طريد مشرد ولم يكن قد بقى معه سوى فرس واحد، يعول عليه، فسأل علي بن حديثه فرسًا يركبه، فلم يعطه شيئًا، وكان ذلك بمحضر من عيسى بن مهنا، فأخذه عيسى وضمه إليه وآواه وأكرمه وقراه، وخيره في رباط خيله، فاختار منها فرسًا، فأعطاه ذلك الفرس وزوده، وبالغ في الإحسان إليه، فعرفها له الظاهر، فما أن تملك انتزع الإمرة من أبي بكر ابن علي وجعلها لعيسى بن مهنا.
وقال ابن فضل اللَّه أيضًا في أثناء حديثه عن هرب مماليك لسلطان مصر الملك الناصر: أن مهنا أمير (آل فضل) استعطفه، فلم يرق لهم، فقام مهنا فجهزهم إلى خربندا (١) وسيرهم مع ابنه سليمان، وبعث معهم من جهنه لـ (خربندا) ومن حوله خيولا مسومة فقوبلوا بالإكرام والرعاية.
وقد وصف ابن فضل اللَّه العمرى خيل (آل فضل) إبان عزهم، وشموخ مجدهم وعلو صيتهم -في أول القرن الثامن- بما لا يتسع المجال لإيراده، وختم ذلك الوصف الذي تأنق فيه ما شاء له التأنق، وبالغ ما شاءت له المبالغة نثرًا
(١) وهو ملك العراق من التتار، ويقع هذا الاسم مصحفًا في كثير من الكتب بصورة (خدا بندا) أي عبد اللَّه واسمه (خربندا) عبد الحمار، لأن التتار وهو منهم يتفاءلون بأول حيوان يدخل البيت حين ولادة المولود، فيسمونه به، فكان حمارًا وهو (بندا) عندهم فسموه (عبد الحمار) - ذكر هذا ابن بطوطة المغربي في رحلته.