للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على نسب عام كذلك؛ ولذلك نبدأ بالحديث عن قريش في مصر بما هي نسب عام يدل على جملة القبائل القرشية التي أقامت بمصر وينتسب إليه بعض الأفراد، فإذا فرغنا من هذا تحدثنا عن القبائل أو البطون القرشية في مصر.

كان عمر بن الخطاب قد حجر على أعلام قريش من المهاجرين الخروج في البلدان إلا بإذن وأجل، وقال في تعليل ذلك: "إلا وأن قريشا يريدون أن يتخذوا مال الله معونات دون عباده، إلا فأما وابن الخطاب حي فلا. إني قائم دون شعب الحرَّة آخذ بحلاقيم قريش وحجزها أن يتهافتوا في النار" (١). وربما كان هذا هو السبب الحقيقي لقلة القرشيين الذين شهدوا فتح مصر مع عمرو وأقاموا بها على نحو ما سنرى عند دراسة بطون قريش في مصر. ويكفي دليلا على قلتهم أول الأمر أنهم كانوا من أهل الراية (٢)، أي العرب الذين لم يكن من قبائلهم في جيش الفتح عدد يكفي لاعتبار كل منها وحدة مستقلة فجمعهم عمرو معا وجعل لهم راية خاصة بهم يقفون تحتها (٣). أما ما يراه مكمايل من أن القرشيين كانوا ممثلين تمثيلا طيبا عند فتح مصر اعتمادا على أن عمرو بن العاص والزبير بن العوام وآخرين كثيرين من مشاهير الزعماء في الجيش ومعظم الصحابة الذين جاءوا مع عمرو - كانوا من قريش (٤) فهو أمر لا نميل إلى الأخذ به بعد ما قدمناه.

على أن الأمر لم يستمر هكذا، فإن عثمان بن عفان لم يأخذ قريشا بالذي كان يأخذهم به عمر فانساحوا في البلاد (٥). وهنا قد نجد فرصة لما يقوله مكمايل من أن آخرين كثيرين من قريش هاجروا مع الولاة الأمويين والعباسيين المتعاقبين وأن فرقة واحدة منهم على الأقل قد عبرت البحر الأحمر إلى السودان في القرن الثامن الميلادي (٨٢ - ١٨٤ هـ) (٦).


(١) الطبري ج ٣ ص ٤٢٧.
(٢) الانتصار ج ٤ ص ٣.
(٣) فتوح مصر ص ٩٨، ١١٦ - ١١٧.
(٤) ١٤١ .. Mac.I.P
(٥) الطبري ج ٣ ص ٤٢٨.
(٦) ١٤٢ - ١٤١ .. Mac.I.PP

<<  <  ج: ص:  >  >>