للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجاءت أحداث عام ١١٩٢ هـ/ ١٧٧٧ م (١) تؤكد دور عقيل في جماعة بغداد حينما قام صراع بين عبد اللَّه باشا والي بغداد وبين حسين باشا والي كركوك الذي انتقد الوالي عبد اللَّه على تهاونه في محاربة العجم وإخراجهم من البصرة وانصرافه إلى الملذات وتسلط العجم داخل بغداد على مقدرات الحكم حيث استطاع فريق منهم أن يبسط نفوذه على الوالي، فزينوا له حب الشهوات وجمع المال فانغمس فيها تاركًا للفُرس السيطرة على مقدرات البلاد، فاغتنموها فرصة واحتلوا البصرة.

فأوعزت الدولة العثمانية إلى حسن باشا والي كركوك بالهجوم على الفرس في المناطق المتاخمة لحدود منطقته في محاولة لشغلهم، وللسيطرة على الموقف حتى تأتي النجدات لإنهاء احتلال البصرة، لكن حسن باشا وجد نفسه يحارب في معركة خاسرة، وكان ينتظر إمدادات من والي بغداد، لكن الخير لم يقدم له يد المساعدة، فكتب للدولة يخبرها وأرسل السلطان عبد الحميد الأول، سليم باشا عام ١١٩٢ هـھ/ ١٧٧٧ م إلى بغداد المساعدة الوالي على استعادة البصرة، لكن الفرس استطاعوا أن يبسطوا نفوذهم عليه، فانغمس في الملذات هو الآخر، المال، وبذلك انصرف عما جاء من أجله، وبدأ يخطط مع كريم خان زعيم الفرس، وبعض الموجودين من مواليه في بغداد للاستيلاء على الحكم، وعندما علم حسن باشا والي كركوك بهذا الأمر جهز جيشًا لتخليص بغداد من الولاة والفرس، ويكون بجيشه درعًا واقيا حول بغداد لصد الهجوم القادم من الشمال الشرقي لبغداد.

وعمت الفوضى بغداد، وقتل الوالي عبد اللَّه باشا، وكثر القتل والسلب والنهب، ووقفت جيوش حسن باشا خارج بغداد، تحارب في جبهتين: الفرس من خلفهم بجيوشهم، وسليم باشا والفرس وبعض الموالين لهم داخل بغداد وكانت هناك فرقتان من الجيش المساند والمرابط حول بغداد: فرقة عقيل أهل نجد، وفرقة آل عبيد بقيادة الأمير محمد بن عبد اللَّه بن شاوي، وقفت على الحياد ولم تدخل في هذه الصراعات.


(١) نفس المصدر، ص ٧ - ٨ - ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>