يقول المؤرخ إبراهيم بن صالح بن عيسى (١) في عام ١٢٥٨ هـ قتل سليمان الغنام رئيس (عقيل) أهل العارض في بغداد وهو من أهل ثادق، وفي هذه السنة قتل على السليمان رئيس (عقيل) أهل القصيم، قتله محمد نجيب باشا والي بغداد وصار رئيس أهل القصيم من بعده في بغداد محمد التويجري.
وعاد الكثير من أهل نجد إلى موطنهم الأصلي واستقر أهل القصيم في مدينة بريدة يمارسون التجارة التي خبروها واستمر فريق منهم يمارسون تجارة المواشي من الإبل والخيل يخرجون بقوافلهم يتزعمهم أمير يختارونه من بينهم، وبقيت أعقابهم في تلك البلدان تجارًا ربطوا أعمالهم بالوكلاء الذين استقروا في مدن المملكة المختلفة، وأصبح الكثير منهم من أهل الحل والعقد في بلدان القصيم، وقد حارب الكثير منهم واستشهد في موقعة المليداء عام ١٣٠٨ هـ/ ١٨٩١ م.
كان القصيم حتى عام ١٣١٥ هـ لا يزال يخضع لحكم آل رشيد، بزعامة الأمير محمد بن عبد اللَّه بن رشيد، وفي شهر رجب ١٣١٥ هـ/ ١٨٩٧ م، توفي محمد وتولى الحكم من بعده عبد العزيز بن متعب بن رشيد، الذي ساد حكمه جو من الرهبة والخوف، وتسلط على مقدرات القصيم وأهله، ففرض (خاوات) ضرائب على التجار والزراع وأصحاب القوافل، حتى ضاق الناس من حكمه وبدأوا يتلمسون مخرجًا من ذلك.
وقد تمكنت مجموعة من أهل القصيم من تخليص سجناء آل مهنا من سجن حائل وتهريبهم إلى الكويت عام ١٣١٧ هـ/ ١٨٩٩ م لينضموا إلى المهاجرين من أهل نجد، ويجتمعوا إلى عبد العزيز آل سعود الذي بدأ يخرج في غزوات شاركهـ فيها أهل نجد المقيمون في الكويت وتمكن في إحدى غزواته من احتلال الرياض عام ١٣١٩ هـ/ ١٩٠٢ م واجتمع أهل القصيم يتدارسون الأمر، وكان الشاعر محمد العوني موجودًا في الكويت، يحضر مجالس الأمراء، وفي ليلة من الليالي تأخر عن الحضور على غير عادته، وفي الليلة التالية حضر، فسألوه عن سبب تأخره فأجابهم لقد كنت في طريقي إليكم، عندما سمعت أحد الإبل في حوش