من قصب وكانت الرئاسة فيهم ليحيا بن زهير ويذكر "سونز" في عام ١١٨٨ هـ/ ١٧٧٤ م أن النجديين العاملين بالقوافل يأتون إلى بغدإد في مجموعات متتالية، ويقضي أفراد هذه المجموعات ثلاث سنوات في خدمة القوافل ثم يرجعون إلى بلادهم بالمال اللازم للزواج وبناء الأسرة ويحل محلهم جماعة أخرى جديدة منهم، تأتي ومعها أعداد كبيرة من الإبل لخدمة المدينة.
وبعد الاضطرابات السياسية التي حصلت في نجد في القرن الثالث عشر الهجري الثامن عشر الميلادي نزح أكثر المعارضين من نجد إلى العراق وأقاموا في الزبير والبصرة وبغداد، وعن استقرارهم في تلك المناطق عاملين بالجندية والتجارة يقول "نيبوز": إن الزبير قد أصبحت بفضل الذين هربوا من نجد أو أجلوا عنها في هذا الوقف بلدة لها شأنها بعد أن كانت قرية مغمورة على حدود البصرة، فقد استقر الحال بالعقيلات استقرارًا جعلهم يشعرون بأن العراق بلد ثان يقصدونه للارتزاق وتحسين مستويات حياتهم المعيشية وتأهيلهم لما هو أفضل، وقد أدت حروب إبراهيم باشا في نجد في الفترة ١٢٢٦ - ١٢٣٣ هـ/ ١٨١١ - ١٨١٨ م إلى نزوح الكثير من النجديين الموالين لآل سعود إلى العراق واستقرارهم في البصرة والزبير وبغداد وانخراط بعض هؤلاء في وظائف العقيلات - وفي عهد الإطام عبد العزيز بن محمد وابنه سعود، وكان على إمارة القصيم حجيلات بن حمد آل أبو عليان وقد أخذه الأتراك إلى المدينة المنورة حيث توفي هناك عام ١٢٣٤ هـ/ ١٧١٩ م وقد اضطر أبناؤه إلى الهجرة إلى الشام بزعامة كبيرهم عمير بن حجيلان ابن حمد وانضموا للمهاجرين الذين سبقوهم من رجالات نجد المعروفين باسم عقيل وكونوا التجارة بين العراق والشام ومصر، في سنة ١٣١٠ هـ - ١٨٩٢ م سكن الفارون الذين جلوا أو أجلوا من القصيم ومن بينهم آل مهنا وآل سليم والشاعر العوني واطمأنوا في الكويت ودمشق لاجئين هناك ونتيجة لهذه التبدلات خرج الكثير من أهل نجد في شبه هجرات جماعية بحثًا عن مصادر العيش مثل استخراج اللؤلؤ وللعمل في حراسة القوافل والانضمام إلى الجيوش العثمانية وإغراءاتها المادية، وخلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجريين ازدهرت بغداد بفعل هؤلاء المهاجرين العرب الذين كونوا قوافل التجارة من بغداد إلى الشام والبصرة والكويت، من هذه النصوص التاريخية السابقة تتضح لنا الأسباب التي