للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذكرهم (١). وهذا الاضطراب في تعيين أبيهم، يضاف إليه ما نعلمه من أن عائشة لما بلغها قتل أخيها محمد بن أبي بكر وجدت عليه وجدا عظيما وأخذت أولاده وعياله وتولت تربيتهم (٢)، يجعلنا نرجح أن بني محمد الذين يذكرون على أنهم من البكريين هم في الواقع فرقة من بني طلحة.

٢ - بنو طلحة:

هم بنو طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر (٣). وبما أن جدهم عبد الرحمن لم يقض حياته بمصر، فاغلب الظن أنهم هاجروا إليها في وقت متأخر وأقاموا بمصر الوسطى وبالأشمونين بخاصة (٤). وبنو طلحة هؤلاء بطون كثيرة منهم بنو إسحق (٥) وبنو فضالة (٦) وكانت مساكنهم ببلاد الأشمونين.

ولعله من المهم أن شواهد القبور تشير إلى اثنين من ذرية عبد الرحمن بن أبي بكر توفيا بمصر في أوائل النصف الثاني من القرن الثالث (٧). وهما ليسا من بني طلحة ولكنهما من أبناء عمومتهم.

ونستطيع بعد هذا أن نزعم أن من عاش بمصر من ولد أبي بكر إنما هم من ذرية ابنه عبد الرحمن فقط، وأنهم انتقلوا إلى مصر في وقت متأخر نسبيا. وليس لدينا في كل حال ما يدل على الأثر الخاص الذي تركه البكريون بعامة في الحياة المصرية فيما عدا محمد بن أبي بكر الذي فشل في إبقاء مصر في قبضة علي بن أبي طالب، فانتقلت بهزيمته سنة ٣٨ هـ إلى سيطرة الأمويين، الأمر الذي كان له أثره في التعجيل بإنهاء الصراع بين علي ومعاوية سنة ٤٠ هـ.


(١) نهاية الأرب: ٣٣٤ والبيان: ٢٧.
(٢) النجوم ج ١ ص ١١١.
(٣) نهاية الأرب ص ٢٦٧ والبيان ص ٢٦.
(٤) نهاية الأرب ص ٢٦٧ والبيان ص ٢٦.
(٥) نهاية الأرب ص ٣٤ والبيان ص ٣٦.
(٦) نهاية الأرب ص ٣١٨.
(٧) Rep.Chro.ll،pp.٥٢،١٩٠ - ١٩١

<<  <  ج: ص:  >  >>