للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأسرة بكل روعة المجد الذي بلغه الأمويون دفعت الجانب الأضخم من ضريبة الدم الرهيبة التي جباها منهم العباسيون الذين أسقطوا دولتهم سنة ١٣٢ هـ.

والواقع أن المروانيين - أو بني عبد العزيز في الأصح - عاشوا الفترة الأولى من حياتهم في مصر (٦٥ - ١٣٢ هـ) أمراء. وأن حياة عبد العزيز نفسه القريبة من حياة الخلفاء خير نموذج لعصر المروانيين الذهبي هناك (١). فإذا ما سقطت الدولة الأموية وأسدل الستار عليها في بوصير بمصر سنة ١٣٢ هـ بدأت الفترة الثانية من حياة بني عبد العزيز التي كانوا فيها شهداء. وفي صفحات متتابعة يصور الكندي (٢) عملية الإبادة التي شنها العباسيون عليهم فكانوا يعدمونهم بالجملة. فإذا ما انجلى غبار المعركة وانصرف العباسيون إلى جني الثمر، وسكتوا عن فلول الأمويين عاد هؤلاء يطلون برأسهم وقد تحركت فيهم غريزة الثأر العربية. وهناك يظهر بنو عبد العزيز الثوار على مسرح الحياة المصرية. ودحية بن مصعب (١٤٥ - ١٦٩ هـ) (٣) - من أحفاد عبد العزيز - نموذج كامل لأمويي ذلك العصر. وأغلب الظن أن الأمويين كانوا في تلك المرحلة فن حياتهم بمصر قد دنوا كبيرا من عامة المصريين، فما كان لهم أن يقودوا تلك الحركات الثورية العنيفة بدون سند شعبي ضخم.

لعل لنا الحق بعد هذا كله في أن نحكم بأن الأمويين الذين عاشت أعداد كبيرة منهم بمصر طوال أكثر من قرن، والذين تحكموا في مصائرهم كل ذلك الزمن يعدون من أهم العناصر العربية بها.

(ن) بنو هاشم:

هم بنو هاشم بن عبد مناف، وكل علوي وعباسي فهو هاشمي (٤). وكان بنو هاشم. بمصر أقساما هي: العلويون، والجعافرة، والعباسيون. وتدل شواهد


(١) الولاة ص ٤٩ - ٥٨ والنجوم ج ١ ص ١٧١ - ١٧٨.
(٢) الولاة ص ٩٤ - ١٠٠.
(٣) المصدر نفسه ص ١١٢، ١٣٤ و ١٢٦ و ١٢٨ - ١٣ والمقريزي ج ١ ص ٣٠٨ والنجوم ج ٢ ص ٤٩ و ٥٧ و ٦٠ و ٦١.
(٤) الأنساب ٥٨٧ ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>