وتنسب قبيلة ألمع إلى "أزد شنوءة". ويعيّرهم جيرانهم بأنهم من بني قريظة نظرًا لتقلبهم وكثرة فسادهم وشرورهم. وينضوي تحت لواء القبيلة الأصلية الأزدية فرقتان هما:"أهل صلب" و"بنو زيد" وأصلهما من بكر مثل أهل الدرب، إلا أن هذا التمييز في الأصول فقط لا في العادات والمعاملات.
وتمتد ديرة ألمع على سفوح الطور الغربية مما يصاقب بلاد عسير من جنوبها إلى شمالها، والصلات بين البلدين كثيرة ومتينة. وألمع تابعة لعسير اسمًا في هذه الأيام، وقد كانت تابعة لها أيام سلطانها وغلبتها، وكانت أيام الحكومة العثمانية "قائممقامية" مرتبطة بمركز "المتصرفية" في أبها، وهي في وقتنا الحاضر قضاء تابع لإمارة أبها أيضًا.
يختلف أفراد ألمع عن مجاوريهم من عسير بعدة صفات، ويمكن حسبانهم من المخضرمين بين قبائل تهامة وقبائل عسير من حيث عاداتهم ولباسهم ومظهرهم.
أما من حيث قاماتهم فقد لاحظت أنه يغلب عليهم شكل القبائل اليمانية بقصر قاماتهم ونحافة أجسامهم وأشكال رؤوسهم ووجوههم؛ إلا أن فيهم ظاهرة غريبة جدًّا بادية في لون العيون، فإن كثيرين منهم ذوو عيون خضراء مائلة، إلى الزرقة. أما من ناحية الشكل الظاهر فإن ملابسهم لا تشبه ملابس أهل عسير لا في لونها ولا في تفصيلها، بل هي خضراء دكناء تكسبهم شكلا فذا في بابه، ولهجتهم قريبة من لهجة أهل عسير القاطنين سفوح الطور الغربية في قلبهم لبعض الحروف عن مخارجها وفي نطقهم للقاف والكاف بما يشبه نطلق الألمان واليونان للخاء أي بين الخاء والشين.
ويبلغ غزو ألمع ٧٠٠ مجاهد، وقد ضوعف هذا العدد في الوقائع الأخيرة مع اليمن وكان في وسع القبيلة استبدال المجاهدين من وقت إلى آخر. وقد قدروا عدد سكانها بما لا يقل عن ٣٠ - ٤٠ ألف نسمة.
ويحيط بالقبيلة من جنوبيها بنو شعبة أهل الدرب في وادي عتود، ومن شماليها آل موسى وبنو ثوعة من قبائل بارق ومحائل، ومن شرقيها عسير بأقسامها الأربعة ومن غربيها قبائل المنجحة وبني هلال وقنا وبحر ابن سكينة.