للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن حديث رفاعة بن رافع قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يا أيها الناسُ إنّ قريشًا أهل أمانةٍ لا يبغيهم العثرات أحد إلا كبَّه اللَّه لمنخريه" (١).

وقد أخبر النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- (٢): "أنَّ قريشًا أصع الناس به لحاقًا" قالت عائشة: فقلتُ: فكيف الناسُ بعد ذلك؟ قال: "دبي جراد يأكل شداده ضعافه حتى تقوم الساعة".

وقد أخبر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في "صحيح مسلم" عن واثلة بن الأسقع: "إن اللَّه اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى بني هاشم من قريش، واصطفاني من بني هاشم".

وفي "سنن الترمذي": "أن اللَّه -عز وجل- جعل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في خير الناس قبيلة". وصححه الترمذيُّ، وفضائل قريش كثيرة وفيما قدمته كفاية ومقنع.

وهذه الفضائل العظيمة تجعل على الباحثين واجب الاهتمام بالنسب القرشي، وحمايته من الدس والادعاء.

وقد رأيت أوهامًا وأغلاطًا يجب التنبيه عليها حرصًا على الحقيقة والفائدة، وقضاءً لشيء من حق قريش على أهل البحث من الدارسين في هذا الميدان، ولا يغضب مسلم آمن باللَّه واليوم الآخر كان يظن وهمًا أنه من قريش، فظهر بالتحقيق خلاف ذلك، فقد ورد وعيد ترجف له القلوب فيمن ادعى نسبًا لا يُعرف، أو ألصق نفسه بقوم ليس فيهم نسب. في "مُسند أحمد" و"سُنن ابن ماجه" بإسناد حسن: "كُفْرٌ بامرئٍ ادعاء نَسبِ لا يعرف، أو جَحْدهُ وإنْ دقَّ".

ولعل هذه الرسالة تكون مفيدة للحريص، فالخطأ والوهم وبيانه ومعرفة الصواب مما يُرغَبُ فيه في هذا الباب.

وفي الختام حسبي أنني قلت حقًّا فيما أعتقد ونطقت صدقًا فيما كتبت، واللَّه الموفق والهادي. (انتهى).


(١) انظر "زوائد البزّار" (٣/ ٢٩٥)، و"السلسلة الصحيحة" (١٦٨٨).
(٢) "مسند أحمد" (٦/ ٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>