للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الرحالة (بركهارت) (١): والخيول الأصلية القلية الموجودة في مكة والتي تم شراؤها من البدو، يتم إرسالها في الربيع عادة لبعض مضارب البدو، لترعى عشب الصحراء الطيب المغذِّي، ويمتلك الشريف يحيى فرسا رمادية من مجموعة أفراس الشريف غالب، قدر ثمنها بعشرين كيسا، وهي من أجمل المخلوقات التي رأيتها، وهي الفرس الوحيدة التام جمالها، التي رأيتها في الحجاز وبدو الحجاز -خاصة من كان منهم حول مكة- لا يمتلكون إلا قليلا جدا من الخيول، إذ لا يمتلك إلا قلة من شيوخ البدو بعضا منها، فالمراعي نادرة، كما أن الحصان يستلزم مصروفا يوميا قدره ثلاثة قروش.

وفي السهل الشرقي، خلف الطائف نجد الخيول أكثر عددا، وإن كانت أعدادها في هذا السهل لا تصل إلى أعدادها في نجد وبادية الشام نتيجة الندرة النسبية في الحبوب.

وقال أيضًا (٢): وكان عند شريف مكة (الشريف غالب) مجموعة ممتازة من الخيل، إذ كانت أحسن فحولها تجلب من نجد لتباع في البلدة المقدسة، وقد أصبح معتادا بين نساء البدو اللاتي ياتين إلى مكة لأداء الحج أن يحضرن ومعهن فحول خيل أزواجهن هدية إلى الشريف، فيتلقين منه مقابل ذلك ملابس حريرية، ومجوهرات ونحوها. انتهى

وتجدر الإشارة إلى أن الأشراف لهم فروع كثيرة متفرقة، في (تهامة) وفي (الجوف) شرق اليمن، ولسكان هذه المنطقة عناية بالخيل الأصلية وترجع إليهم بعض أصولها القديمة كأصل (كحيلة كروش) وأصول بعض خيل (آل مرة) و (بني هاجر) كما ورد في كتاب (الأصول) (٣).


(١) "رحلات في شبه جزيرة العرب". ص ٢٠٠.
(٢) "من حديث بركهارت عن الخيل والإبل العربية قبل ١٨٠ عاما" - ٤٢.
(٣) ص ٤٠١ - ومواضع أخرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>