وكان أثرهم واضحًا في الحياة المصرية بنواحيها المختلفة. فقد كان منهم معظم أمراء مصر وعدد كبير من كبار الموظفين (أصحاب الشرط، القضاة، القادة) الذين حكموها ودبروا أمورها. كما أن منهم أو من مواليهم معظم الفقهاء الكبار الذين تركوا أعمق الآثار في المجتمع المصري فكريا ودينيا واجتماعيا (الليث بن سعد الفهمي، أشهب العامري، عبد الله بن وهب، والإمام الشافعي، والبويطي القرشيون، المزني). بل كان منهم كثير من الثوار الذين تدخلوا في مصائر الأمور بها (ابن عبيدس الفهري، دحية بن مصعب الأموي، العلويون، أهل الخوف من قيس، جابر المدلجي).
ولم يكن مواليهم أقلّ أثرًا في الحياة المصرية وبخاصة من الناحية الفكرية ذو النون مولي قريش، بنو الأشج موالي زهرة، موالي عثمان بن عفان، بنو عبد الحكم موالي عثمان كذلك).
ولا شك في أن سيطرة بني عدنان بمصر على المناصب العليا، وتنقلهم في أنحائها على نطاق واسع، وإقامتهم المبكرة بالكور المختلفة .. لا شك في أن هذه أمور ساعدت بني عدنان على أن يتركوا أثرًا قويا في الحياة المصرية.