للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أسلم تلك هي الوحيدة التي ذكرها ابن عبد ربه (١)، كما أنَّها هي التي ينسب إليها دون غيرها فيما يبدو من كلام السمعاني (٢).

وأثنى الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على أسلم في حديثه الذي ذكر فيه القبائل التي سارعت إلى الإسلام: "أسلم سالمها الله .. إلخ" (٣). وقد شهدت أسلم فتح مصر، واختطت حول عمرو والمسجد مع أهل الراية فقد كانت هي من أهل الراية. وكانت خطتها مما يلي دار أبي ذر. وكانوا يرتبعون هم وغفار مع وائل من جُذام وسعد في بسطة وقربيط وطرابية (٤). وفي كلّ حال يبدو أن أسلم كانت قليلة العدد جدًّا بحيث لَمْ يظهر منها أحد من ذوي الشهرة.

نستطيع أن نستنتج مما سبق أن خُزاعة خملت في مصر بعد مقتل عثمان. ثم عادت إلى الظهور والتحكم في مصائر الأمور طوال النصف الأخير من القرن الثاني بفضل أبنائها الذين قدموا من الخارج - - من مكة والعراق - وحكموا مصر. والواقع أن شواهد القبور وأوراق البردي لا تدل على إقامة خُزاعة بمصر في القرن الثاني فحسب بل في الثالث كذلك (٥).

٤ - العتيك:

رهط المهلب بن أبي صفرة (٦). عاش بمصر منهم أسرتان متميزتان:

(أ) المهالبة:

آل المهلب بن أبي صفرة أمير خراسان (٨٣ هـ)، وهم أهل بيت اجتمع فيه خلق كثير من الأعيان والامجاد النجباء (٧). أول من ظهر منهم بمصر يزيد بن حاتم (ت ١٧٠ هـ بالقيروان) من أحفاد المهلب، حكم مصر (١٤٤ - ١٥٢ هـ) وقاوم


(١) نسب عدنان ص ٢٢
(٢) الأنساب ص ٣٥ ب
(٣) فتوح مصر ص ١٣٨، ٣٠٣.
(٤) المصدر نفسه ص ٩٨، ١١٥، ١٤٣ والانتصار ج ٤ ص ٣.
(٥) RepChro. I. pp. ٨٧. ١٣٨، ٣٠٨ & Ar. Pap. III، p. ٧٩
(٦) نسب عدنان ص ٢٢ والعقد ج ٢ ص ٢٤٣.
(٧) وفيات الأعيان ج ٢ ص ٣٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>