للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإقامة هذه الأسرة في طحا دليل على انتقال القبيلة أو بعضها إلى تلك المنطقة الواقعة في محافظة المنيا الحالية منذ القرن الثاني الهجري. وكأنما قارب هذا الانتقال بينها وبين المصريين مع احتفاظها بمركز الزعامة في كلّ حال، فإن "الفقراء" - وهم العامة - قد انضموا إلى سلامة في ثورته.

وراسله من كان يحفي بفاقة … وأصبح ذا ميل إليه مماليا (١)

وفي جمع أفراد هذه الأسرة بين الانتساب إلى القبيلة والانتساب إلى البلد ما يشير إلى سيرهم في طريق التمصر والأخذ بعادات المصريين.

٦ - دوس:

شهدوا الفتح، وكانوا من أهل الراية (٢).

ويبدو أنهم كانوا قليلين جدًّا في مصر، فليس لدينا منهم سوى ابن فاطمة الصحابي الذي اختط بالفسطاط ثم صارت خطته إلى عبد العزيز بن مروان (٣). وقدم أبو هريرة الصحابي الشهير مصر على مسلمة بن مخلد في خلافة معاوية، ويبدو أنه أقام بمصر زمنا فقد روى عنه أهل مصر ثلاثة وثلاثين حديثًا (٤). وهناك شفيق بن ثور (ت ٦٤ هـ) من مشاهير التابعين بمصر (٥).

وهكذا تختفي دوس بعد عصر الفتح اختفاء تاما، وفي أوائل القرن الثالث يظهر على شواهد القبور اسم أحد أفرادها (٦). فلعلها كانت ما تزال تقيم في خمول بمصر حتى ذلك الوقت.

٧ - هناءة:

ليس هناك ما يدلُّ على قدومها كقبيلة إلى مصر. ولكن ولي مصر حوالي سبع سنوات ١٣٣ - ١٣٦ و ١٣٧ - ١٤١ هـ - أبو عون من مواليها (٧). وفي ١٩٠ هـ كان كامل الهنائي على شرط مصر (٨).


(١) الولاة ص.
(٢) الانتصار ج ٤ ص ٣.
(٣) المصدر نفسه ج ٤ ص ٦.
(٤) حسن المحاضرة ج ١ ص ١٠٣.
(٥) المصدر نفسه ج ١ ص ١٠٥.
(٦) Rep. Chro. I، p. ١٠٠
(٧) الولاة ص ١٠١ - ١٠٣، ١٠٥ - ١٠٦.
(٨) المصدر نفسه ١٤٢ - ١٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>