للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويتراوح عدده ما بين ثلاثة آلاف وخمسمائة وأربعة آلاف رجل، كان كله من عك. وهذا هو ما هيأ لها الدور البارز في عملية الفتح. والأرجح أن العكيين كانوا يمثلون جانبا كبيرًا نسبيا من هذا الجيش، وكان معظمهم من غافق التي سنتحدث عنها بعد ذلك.

وأن ارتباع جند عك في أماكن كثيرة هي: بوصير، منوف، ودسبندس (من مصر القديمة) (١)، وأتريب لدليل في كلّ حال على كثرة أفراد القبيلة بمصر (٢).

وكانت فرسهم "عجلى" من خيل مصر المشهورة التي شاركت في الفتح (٣).

ولا شك في أن "عك" كانت ذات مكان ممتاز في مصر لكثرتها العددية من جهة ولضخامة نصيبها في عمليات الفتح من جهة أخرى. وفي فتنة عثمان كان أحد أفرادها (الغافقي بن حرب العكي) القائد العام للجيش الذي وجهه ابن أبي حذيفة سنة ٣٥ هـ إلى عثمان، وهو الذي حكم المدينة بعد مصرع الخليفة (٤). وهذا الموقف لا يتفق مع موقف عك في الشام الذي ذكرناه من قبل.

واستمرت عك طوال القرن الأول محتفظة بمكانتها مزهوة بمجدها على ما يبدو من رد نمر بن أيفع العكي عندما حاول عبد الرَّحمن بن معاوية بن حديج (ت ٩٥ هـ) قاضي مصر وصاحب شرطها الاستهزاء بعك وفرسها عجلي (٥).

ولكن يبدو أن العكيين لَمْ يكونوا أكثر من جنوب، فلسنا نقابل منهم أحدًا في الحياة العامة ولا المناصب العالية في مصر.

ومن الطبيعي أن تهيئ لهم كثرتهم العددية الاحتفاظ بالبقاء في مصر حتى القرن الثالث، تشهد بذلك شواهد القبور (٦).


(١) معجم البلدان ج ٤ ص ٥٨.
(٢) فتوح مصر ص ١٤٢.
(٣) المصدر نفسه ص ١٤٤.
(٤) الطبري ج ٣ ص ٣٨٥ و ٤٢١ و ٤٥٤.
(٥) فتوح مصر ص ١٤٤.
(٦) Rep. Chro. I، pp. ٢٠٧، ٢٤٦ & II. p. ٤٢

<<  <  ج: ص:  >  >>