للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فنظر ابن زياد إليها فترة ثم قال:

عجبًا للرحم، واللَّه إني لأظنها ودت لو أني قتلتها معه، دعوه فإني أراه لما به مشغولًا.

ولما أصبح ابن زياد أمر برأس الحسين -رضي اللَّه عنه- فطيف به على رمح في الكوفة، ثم أنفذوه مع رؤوس أصحابه إلى يزيد بن معاوية، وأمر بنسائه وصبيانه، فجهزوا وحملوا على الأقتاب وسرح بهم إلى دمشق، وعلي بن الحسين مقيد بغلول اليدين.

فلما مثلوا بين يدي يزيد وأمامه الرأس الشريف، تطاولت فاطمة وسكينة ابنتا الحسين -رضي اللَّه عنهم- ينظران إلى الرأس والدموع هاطلة، والأفئدة واجمة، والقلوب مضطربة، وأحس يزيد بذلك، فاضطرب وجعل يتطاول بدوره ليستر الرأس الشريف عنها.

وكان في مجلس يزيد رجل شامي ضخم الجثة أحمر الوجه، ظل يحدق في فاطمة بنت علي وكانت شابة وضيئة - ويلتهمها بنظرات جشعة، فأجفلت منه خائفة مشمئزة، وقام الرجل إلى يزيد فقال:

هب لي هذه.

خافت فاطمة، وأخذت بثياب أختها زينب، فقالت السيدة زينب:

كذبت واللَّه ولؤمت! ما ذلك لك وله.

فغضب يزيد، وقال:

كذبت واللَّه، إن ذلك لي، ولو شئت أن أفعله لفعلت.

قالت زينب:

كلا واللَّه، ما جعل اللَّه ذلك لك إلا أن تخرج من ملتنا، وتدين بغير ديننا.

<<  <  ج: ص:  >  >>