أما إبراهيم فأنسل أربعة بنين محمدا يلقب حصيفانا أمه مباركة بنت عليان المعرعري، وفايزا يلقب زيلعا وعامرا يلقب بنيه أمهما خزيمة بنت علي بن طراد الظالمي وقاسما وبنتين أمهم بنت قطب شاه سلطان التلنك.
قلت: مات البنون كلهم ولم يعلم لهم عقب إلا خصيفان سافر إلى الهند ثم العجم وليس له اليوم نسل، وكان إبراهيم عالي الهمة رفيع الجاه والحشمة صحب الحجيج حاجا في السنة المعروفة نسبة الفرش فصحبهم غزو كبير من آل نعير وظفير بإيجاف الخيل والركاب قاصدين بهم أشد السوء والانتهاب جزاء لدرمة السلطانية المقررة التي قطعها يومئذ أمير المدينة المنورة فتنادوا بالويل والثبور وكثر الضجيج.
فأقبل إبراهيم على الغزو ساعيا في نجاة الحجيج وضمن لهم الدرمة، فنجى بحمية المحرمون وولى بهمته على أدبارهم المجرمون جزاه الله خير الجزاء وحباه في الآخرة الرفعة والعلاء.
ثم دخل الهند وافدا على مرتضى نظام شاه بن حسين نظام شاه، فكان والدي هو الساعي في أموره والمعرَّف به للسلطان ووزيره، حتى أتاه السلطان في بيته ونظر إليه بصلته.
ثم مضى وصاهر سلطان التلنك على ابنته. انتهى.
وأما أحمد بن عامر فمات بأحمد نكر، فخلف صقرا ورحية.
قلت: مات صقر بالهند وخلف أحمد بالمدينة. انتهى.
وأما يحيى بن عامر فمات منقرضا إلا عن بنت اسمها دلال.
قلت: كان يحيى مذكورا بالكرم، صديقا لوالدي - رحمهما الله، بينهما مهاداة ومواصلة ومحاباة ومعاضدة ومحاماة، فزع لوالدي إلى حديقته النشير خيالا ملبسا