للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقلت له يا بن رسول اللّه أما إن أباك قد ادعى الإمامة وخرج مجاهدا في سبيل الله وقد جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيمن ادعى الإمامة كاذبا فقال يا أبا عبد الله إن أبي كان أعقل من أن يدعي، ما ليس يجوز له، إنما قال -رضي الله عنه- أدعوكم إلى الرضا من آل محمد، عني بذلك عمي جعفرا.

قلت فهو اليوم صاحب هذا الأمر؟ قال نعم هو أفقه بني هاشم، انتهى.

قال في (العمدة) ويروى أن زيدا دخل على هشام بن عبد الملك فقال له ليس من عباد الله أحد دون أن يوصي بتقوى الله، ولا أحد فوق أن يوصى بتقوى الله، وأنا أوصيك بتقوى الله فقال له هشام: أنت زيد المؤمل للخلافة والراجي لها وما أنت والخلافة لا أم لك! وأنت ابن أمة! فقال له زيد: لا أعرف أحدا أعظم منزلة من نبي أرسله الله تعالى وهو ابن أمة إسماعيل بن إبراهيم -عليهما السلام- وما يقصر برجل أبوه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو ابن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

فوثب هشام ووثب الشاميون ودعا قهر مانه وقال لا يبيتن هذا في عسكري الليلة فخرج أبو الحسين يقول: ما يكره قوم قط حر السيوف إلا ذلوا، فحملت كلمته إلى هشام فعرف أنه يخرج عليه.

ثم قال هشام ألستم تزعمون أن أهل هذا البيت بادوا؟! ولعمري ما انقرض، من مثل هذا خلفهم.

وكان هشام بن عبد الملك قد بعث إلى مكة! فأخذوا زيدا وداود بن علي بن عبد الله ومحمد بن عمر بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ لأنهم اتُهموا أن لخالد ابن القشيري عندهم مالا مودوعا، وكان خالد قد زعم ذلك، فبعث بهم إلى يوسف ابن عمر الثقفي بالكوفة، فحلَّفهم أن ليس لخالد عندهم مالا، فحلفوا جميعا فتركهم يوسف.

فجرت الشيعة خلف زيد بن علي إلى القادسية، فردوه وتابعوه، فمن ثبت معه نسب إلى الزيدية، ومن تفرق عنه نسب إلى الرافضة.

<<  <  ج: ص:  >  >>