للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي: إن زيدا لما رجع إلى الكوفة أقبلت الشيعة تختلف إليه وغيرهم يبايعونه حتى أحصى ديوانه خمسة عشر ألف رجل من أهل الكوفة خاصته سوى أهل المداين والبصرة وواسط والموصل وخراسان والري وجرجان والجزيرة وأقام بالعراق ستة عشر شهرا، شهرين منها بالبصرة والباقي بالكوفة وخرج سنة (قكا).

فلما خفقت الراية على رأسه قال: الحمد لله الذي أكمل ديني والله إني كنت أستحي من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أرد عليه الحوض ولم آمر في أُمته بمعروف ولم أنه عن منكر.

وكان أصحابه لما خرج سألوه ما تقول في أبي بكر وعمر؟ فقال: ما أقول فيهما إلا الخير، ولا سمعت من أهلي فيهما إلا الخير.

فقالوا لست بصاحبنا ذهب الإمام! يعنون محمد الباقر عليه السلام وتفرقوا عنه! فقال: رفضونا القوم، فسموا الرافضة.

قال سعيد بن جبير: تفرق أصحاب زيد عنه، حتى بقى في ثلاثمائة رجل.

وقيل جاء يوسف بن عمر الثقفي في عشرة آلاف.

قال: فصف أصحابه صفا بعد صف حتى لا يستطيع أحدهم أن يلوي عنقه، فجعلنا نضرب فلا نرى إلا النار تخرج من الحديد، فجاء منهم فأصاب جبين زيد بن علي.

يقال رماه مملوك ليوسف بن عمر الثقفي يقال له راشد، فأصابه بين عينيه.

قال: فأنزلناه، وكان رأسه في حجر محمد بن مسلم الحناط، فجاء يحيى بن زيد فأكب عليه وقال: يا أبتاه أبشر ترد على رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم أجمعين، قال: أجل يا بني ولكن أي شيء تريد أن تصنع؟ قال: أقاتلهم والله لو لم أجد إلا نفسي، فقال افعل يا بني، إنك على الحق وإنهم على الباطل وإن قتلاك في الجنة، وإن قتلاهم في النار، ثم نزع السهم وكانت نفسه معه:

<<  <  ج: ص:  >  >>