قال فجئنا به إلى ساقية تجري هناك في بستان فقطعنا الماء من هاهنا ومن هاهنا ثم حفرنا له ودفناه وأجرينا عليه الماء، وكان معنا غلام سندي، فذهب إلى يوسف بن عمر فأخبره، فأخرجه يوسف من الغد وصلبه في الكناسة، فمكث أربع سنين مصلوبا ومضى هشام.
وكتب الوليد بن يزيد إلى يوسف بن عمر:
"أما بعد فإذا أتاك كتابي هذا فاعمد إلى عجل أهل العراق فاحرقه ثم انسفه في اليم نسفا".
فأنزله وأحرقه ثم ذراه في الهواء.
وقال ناصر الكبير الطبرستاني: لما قُتل زيد بعثوا برأسه إلى الوليد ونصب عند قبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوما وليلة.
وكان قتله، على ما قاله الوافدي سنة (فكا).
وقال محمد بن إسحاق بن موسى قتل على رأس مائة وعشرين سنة وشهر وخمسة عشر يوما.
وقال الزبير بن بكار قتل سنة (قكب) وهو ابن اثنين وأربعين سنة.
وقال ابن حر ذاته قتل وهو ابن ثمان وأربعين سنة.
وروى بعضهم أن قتله كان في النصف من صفر سنة (قكا).
ووجدت عن بعضهم أنه قال لما قُتل زيد بن علي وصُلب، رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مستندا إلى خشبته وهو يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون أيفعل هذا بولدي.
وروي غير واحد أنهم لما صلبوه مجردا، نسجت العنكبوت على عورته من يومه، ورُثي بمراث كثيرة.