للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - المستعرض لكتب الأنساب القديمة لا يجد من فروع قبيلة حرب ذكرا للحسينيين مع أنهم من أكبر فروع الصَّواعد من عوف في تقسيم النَّسابة اليوم ويحملون هذا اللقب منذ قرون متقدمة، وحينما يذكر المتأخرون أن هذا الفرع من الصَّواعد فإنه يحمل على أنه حلف لانسبًا، بدليل أن الحُسينيين أحد فروع (عَلَّاق) وهذا الفرع سمي بذلك لكثرة من علق به من الأحلاف (١).

٦ - الملاحظ أن الحُسينيين اليوم في تعدادهم وذكر سلسلة نسبهم لا يورد أحد منهم جدا اسمه (حسين) تشترك فيه القبيلة، وفي هذا دلالة على أن هذه النسبة قديمة، بل يذكر بعضهم أن (حسين) الذي ينتسبون إليه هو ابن علي- رضي الله عنهما ويصفونه بابن النبي -صلى الله عليه وسلم-.

٧ - لو أن الحسينيين الذين في الصواعد من عوف لا صلة لهم ببادية بني حسين الأشراف لوجدنا من يُنوّه عن ذلك من النسَّابة والمؤرخين حتى لا يشتبه الأمر ما بين القبيلتين، خصوصا إذا عرفنا أنهم في نفس ديار بني حسين الأشراف، ففي ذلك دلالة قاطعة على اعتراف النسَّابة بالحسينيين في عوف من حرب أنهم هم بادية بني حسين الأشراف.

وهذا التنبيه بخصوص تشابه الأسماء نجده عند السيد علي بن الحسن بن شدقم الحسيني النسابة قبل أربعة قرون، ومن ذلك أنه نوه على وجود جعافرة مع قبيلة عنزة في خيبر حيث ذكر أن من جملة البادية حول المدينة الشريفة طائفة مع عنزة بادية خيبر يقال لهم الجعافرة ولم يعلم من هو جعفر الذي ينسبون إليه أهو الصادق أم الطيار أم غيرهما (٢)، وفي مثل هذا دلالة على اهتمام ابن شدقم بالتنبيه على من يشتبه في أمر نسبته إلى آل البيت ممن يحمل النسبة نفسها.

وكل ذلك يؤكد انتساب الحسينيين من الصواعد في عوف إلى الحُسين بن علي -رضي الله عنه-، وصحة ما يتناقله بعضهم من روايات، فهم ما زالوا محتفظين


(١) ينظر ما ذكره المؤرخ عاتق بن غيث البلادي في كتابه نسب حرب، حيث أكد أن (علَّاق) سمي بهذا الاسم لكثرة من علق به من الأحلاف.
(٢) ينظر زهرة المقول ص ٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>