للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأشار البكري المتوفى سنة ٤٨٧ هـ إلى أن (خاخ) للعلويين (١).

ج- المناطق الواقعة على امتداد وادي العقيق، مثل: خاخ المتقدم، والعُشَيْرة، واللثامة، وكلها مناطق تذكر المراجع أنها منازل للحُسينيين من آل البيت، ومن ذلك ما تقدم نقله من قول الهمداني في قبيلة حرب: "عددهم زهاء ثلاثمائة، وسيدهم في ذلك العهد -يعني ٣٢٢ هـ- أبو الحُسين يحيى الزُّبيدي صاهر إليه آل يحيى بن الحسين الحُسيني بالعاقيق من المدينة (٢)، وفي هذا دلالة على أن الحُسينيين يسكنون تلك المناطق منذ العصور المتقدمة، وما زالت أفخاذهم لم تبرح هذه الديار إلى يومنا هذا.

د- من أملاك الحُسينيين بعض مزارع منطقة عوالي المدينة، وهي أملاك آلت إليهم عن طريق التوارث، وكانت أغلب الأملاك في هذه المنطقة تعود للحسينيين من آل البيت كما هو معروف.

٤ - أشار رحالة الحج العيَّاشي المغربىِ في رحلته التي قام بها عام ١٠٣٧ هـ (القرن الحادي عشر الهجري) إلى تواجد الحُسينيين حول المدينة وكثرتهم حيث قال: "وكانت بنو حسين لهم قوة وبطش، وربما غلبوا عليهم (٣)، والآن صار الأمر لبني حسن، فجمعوا الولايتين، ولم يبق لبني حسين إلا رسوم قليلة من ولاية المدينة، وصاروا كلهم إلا القليل بادية يرحلون وينزلون بنواحي المدينة، ومنهم قبيلة عظيمة قوية ليس لهم اسم إلا بنو حسين، وكبير هم الموسوم بولاية المدينة نازل بالمدينة وبعض أقاربه، ولهم شارة حسنة ومنازل رفيعة" (٤).

ولا تعرف قبيلة تحمل هذا اللقب حول المدينة من ذلك التاريخ إلى اليوم وينطبق عليها وصف العظم الذي ذكره العيَّاشيّ إلا الحسينيين مع الصَّواعد من عوف، وما زال الكثير منهم بادية بنواحي المدينة المنورة.


(١) ينظر: تحفة الأزهار ٢/ ٢/ ٦٤. ومحمد بن جعفر توفي عام ٢٠٣ هـ ينظر: الأعلام ٦/ ٦٩.
(٢) الإكليل (المخطوط) نقلا عن "بنو حرب وصلتهم بولاة المدينة"، مقال لحمد الجاسر في المجلة العربية العدد: ٢٢، السنة ٢١، ص ١٠٠ - ١٠١.
(٣) الضمير يعود على بني الحَسَن- رضي الله عنه.
(٤) ماء الموائد ١/ ٣١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>