للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذلك الثوار اليمانيون سنة ١٢٧ هـ (١)، وعبد الرَّحمن بن عتبة الذي أخمد ثورة يحنس القبطي بسمنود سنة ١٣٢ هـ ثم ثورة أبي مينا بها كذلك سنة ١٣٥ هـ (٢).

ولسنا نعرف موقف المعافر في حركة التسويد بمصر، ولكننا نعرف أنهم ظلوا محتفظين بميولهم العلوية، فإن أحدهم (عامة بن عمرو) استقبل في منزله علي بن محمد بن عبد الله أول علوي قدم مصر سنة ١٤٤ هـ يدعو لبني الحسن، وزوجه ابنته وأخفاه عنده لما فشلت حركته. وحبس عسامة لهذا السبب، ثم عفا عنه المهدي، وأصبح حتى مات سنة ١٧٦ هـ من كبار رجال الدولة (٣): ومما يدلُّ على قوة المعافر الحربية والسياسية من جهة وعلى ميولهم العلورة من جهة أخرى أن أمير مصر اطمأن لما عرف أن أبا حزن المعافري لَمْ ينضم إلى الحركة العلوية التي ظهرت سنة (٤). وفي ثورة المدلجي (٢٥٢ - ٢٥٣ هـ) انضم ابن عسامة المعافري إلى ابن الأرقط العلوي في محاربة قوات الدولة، ولكنه استسلم ولبس السواد لما فشلت الثورة (٥).

ومع هذا ظهر من المعافر عدد من رجال الدولة في العصر العباسي منهم، بكار بن عمرو الذي قتل وهو يحارب دحية بن مصعب سنة ١٦٨ هـ (٦). ومحمد بن عسامة الذي ولي الشرط لأربعة من أمراء مصر (١٩٠ - ٢٠١ هـ) (٧). وأبو بكر بن جنادة الذي ولي الإسكندرية سنة ١٩٩ هـ وولي الشرط سنة ٢٠١ هـ (٨)، وغيرهم.

بل ظهر من المعافر نفر من العلماء منهم بكار بن عمرو الذي سبق ذكره وسعيد بن عبد الله بن أسعد من كبار أصحاب مالك (ت ١٧٣ هـ


(١) المصدر نفسه ص ٨٥، ٨٦، ٩٠.
(٢) المصدر نفسه ص ٩٤، ١٠٢.
(٣) الولاة ص ١١١، ١١٥، ١٢١، ١٢٢ وغيرها. معجم البلدان ج ٦ ص ٦٦ - ٦٧.
(٤) الولاة ص ١١٣.
(٥) الولاة ص ٢٠٦ - ٢٠٧.
(٦) المصدر نفسه ص ١٢٦، ١٢٨ حسن المحاضرة ج ١ ص ١٠٨.
(٧) المصدر نفسه ص ١٤٢، ١٥٢، ١٥٤، ١٦١، ١٦٧.
(٨) المصدر نفسه ص ١٥٨، ١٦١، ١٦٦، ١٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>