وأقدم تاريخ من وجهة نظري، ومن وجهة نظر الكثير من أبناء فيفا يعود إلى ما قبل البعثة، وسنتطرق إلى قصة هند بنت عتبة في الأودية في فيفا وسبب تسمية شط الصبايا في وادي ضمد.
حيث إن شط الصبايا قريب جدًّا من قبيلة المدري، ويؤكد كبار السن في فيفا بأن الكاهن الذي حكم ببراءة هند بنت عتبة، كان من أهل نافية بقبيلة المدري بفيفا.
وهذا التاريخ حتى الآن هو أقدم تاريخ لتلك الجبال للأسباب التالية المؤكدة لصحته:
١ - قرب شط الصبايا من قبيلة المدري بفيفا.
٢ - أنه في القديم كان يطلق على جنوب مكة اسم اليمن عمومًا ومن مكة وشمال مكة يطلق عليها اسم الشام عمومًا. والقصة تذكر أن هذه المرأة قدمت من الشام إلى اليمن.
٣ - إن ما يتناقله كبار السن في فيفا على أن الكاهن من قبيلة المدري لم يأت من فراغ بل توارثوا ذلك القول عن أسلافهم.
٤ - كان يوجد في تلك الجهة كهانة عريقة يحتمل توارثهم لها من الجاهلية وكما سيرد ذكر شيخ فيفا قاسم أحمد المعكوي، الذي استطاع هزيمة أمير أبي عريش في بعض المعارك الدائرة بينهم، والتي سيرد ذكرها في موضعها من هذا الكتاب حيث إن هذ الشيخ كان من قبيلة المدري، وكان يشتهر بضرب من التنجيم والكهانة.
وقد ذكرها الهمداني المتوفي في سنة ٣٣٤ هـ، في صفة جزيرة العرب في أكثر من موضع وذلك عند تحدثه عن سراة خولان قضاعة وعن مواطن خولان وقبائل فيفا ينتمون إلى خولان هذه ولكن ذكره لها لم يأتِ باسم فيفا، ولكن بذكر اسم جزء منها وهو (أتافية) من باب إطلاق اسم البعض على الكل (١).
(١) الهمداني "صفة جزيرة العرب"، ص ١١٧، ١٢٦، ٢٥٠، دار اليمامة للنشر والتوزيع، ١٣٩٧ هـ، الرياض.