وأتافية المذكورة اسم لجزء من جبال فيفاء تعرف بنافية تحتوي على مجموعة قرى دامرة من أهمها (خيران - المصينعة - الحلفة) وغيرها من القرى، ويحكى أن أهالي هذه القرى سلط الله عليهم دويبة، تسمى الإسليل أفسدت عليهم كل شيء حتى هلكوا وكذلك قرية الحنانة بجبل آل امثويع والتي سنتطرق إليها في باب قصص من فيفا. ولعل هذه القرى المذكورة جزء منها هي المعمورة من فيفاء زمن الهمداني، ولعله تكاسل عن الصعود إلى الأماكن الأكثر ارتفاعًا في فيفا ولذا لم يذكر إلا هذا الجزء من فيفاء فقط ويؤكد استنتاجي هذه الأبيات القادمة لأبي عمرو الشيباني التي ورد ذكرها في معجم البلدان لياقوت الحموي. في مادة (صماد) عندما أنشد أبياتًا لأبي عمرو الشيباني المتوفي سنة ٣٤٠ هـ، يقول فيها:
والله لو كنتم بأعلى تلعة … من روس فيفا أو رؤوس صماد
لسمعتم من ثم قرع سيوفنا … ضربًا بكل مهند جماد
والله لا يرعى قبيل بعدنا … خضر الرمادة آمنا برشاد (١)
وجبل صماد المقرون ذكره بفيفاء جبل لازال يحمل هذا الاسم إلى يومنا هذا من جبال بالغازي ويحد فيفا من جهة الشمال، والملاحظ أنه لا يفصل بين هذه الأبيات وبين تعريف الهمداني المذكور أعلاه إلا عدد قليل من السنوات.
وربما يثبت مع مرور الأيام أن تاريخ فيفا يعود في القدم لأكثر مما ذكر هنا خاصة وأن مثقفي فيفاء وعلماءهم قد بدءوا يبحثون في الماضي والحاضر لحل لغز جبال فيفاء.
والذي يجب أن يعرف أن فيفاء ليست قبيلة كما يظهر للبعض، بل هم عددكبير من القبائل ولكن نظرًا لاستقرارها في هذا الجبل، فقد نسبت إليه حيث إن كل جبل من جبال فيفاء تستوطنه قبيلة وبعض هذه القبائل لها أسماء مشهورة، ومطابقة لأسماء قبائل مشهورة أخرى.
(١) الحموي، ياقوت "معجم البلدان"، المجلد الثالث ٤، من ٤٢٣، دار، صادر، بيروت.