للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والراجح عندي إن لم أجد ما يردني عن رأي هذا بالبراهين والأدلة أن هذه القبائل التي تحمل أسماء قبائل مشهورة هي أصلًا جزءا من هذه القبائل وأن السبب في استيطانها لجبال فيفا يعود إلى تلك الحروب والمجاعات والأهوال والعواصف والاضطرابات التي كانت في المخلاف السليماني.

ونظرًا لأن جبال فيفاء كانت في عزلة تامة عمن حولها، وكذلك فإنها جبال آمنة وبها الكثير من الخيرات فإن هذه القبائل قد لجئوا واستوطنوا في هذه الجبال نتيجة لظروف واجهتهم أو تحت وطأة أي سبب آخر، فمثلًا قبيلة الحكمي في فيفاء قبيلة كبيرة ويؤكد المؤرخ العقيلي أنها جزء من قبيلة الحكمي المعروفة في المخلاف السليماني. وذلك بذكره في كتابه المخلاف السليماني أن قسمًا من هذه القبيلة قد استوطنت جبال فيفاء (١). ولو عدنا إلى قبيلة بالحكم لوجدناها قبيلة كبيرة معروفة، ومنهم عبد الجد الحكمي أسلم في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وسليمان بن طرف الحكمي مؤسس دولة المخلاف السليماني.

بالرغم من أن قبيلة الحكمي في فيفا ينتهي جدها باسم حكم، ولا أدري على وجه التحديد هل مسمى الحكمي نسبة إلى هذا الجد أم إلى قبيلة الحكمي المذكورة أعلاه، وهو أقرب إلى الواقع والله أعلم.

كذلك نجد اسم قبيلة الحربي، وكذلك قبيلة العبدلي وربما إنها جزء من قبيلة العبادل وكذلك الشراحيلي ويعود أصل الشراحيلي إلى الحُرَّث كما قيل (٢).

ومما يزيدني يقينا أن هذا الرأي هو الراجح، والحق إن شاء الله هو وجود قبيلة الأشراف من ضمن قبائل فيفاء، واليَ يرجع نسبها إلى آل يحيى بن يحيى من سلالة الإمام الهادي يحيى بن الحسين الرسي، والذي يعود نسبه إلى علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه.


(١) العقيلي، محمد أحمد، "المخلاف السليماني"، ج ١، من ١٩٩، الطبعة الثالثة، جيزان، شركة العقيلي، ١٤٠٣ هـ.
(٢) البلادي، عاتق غيث "بين مكة وحضرموت".

<<  <  ج: ص:  >  >>