المخلاف السليماني قيادة سليمان بن طرف الحكمي كما ذكرت سابقًا وذلك في عام ٣٧٣ هـ.
وبالرغم مما تعرض له قبائل المخلاف السليماني في السابق من حروب وغارات وعواصف واضطرابات إضافة لما كان يتعرض له المخلاف من المجاعات الفاتكة كمجاعة أم العظام التي حدثت في عام ٩٧٣ هـ. والتي اجتاحت المخلاف السليماني ففتكت بمعظم سكانه وعزت الأوقات فلم يجد الناس ما يقتاتون به حتى وصل بهم الحال إلى سحق العظام وسفها وقلي الدم وأكل الميتة وأكل الأطفال.
إلا أن جبل فيفاء وقف شامخًا وتحدى جمغ الاضطرابات التي مرت بمنطقة المخلاف السليماني، بل إنه لم يرد في كتب التاريخ ما يدل على أن جبال فيفا كانت تحت حكم المخلاف السليماني. وذلك لوجود عدة عوامل جعلت فيفا مستقلة عن المخلاف السليماني ولم تتعرض لمثل ما تعرض له منها:
١ - ارتفاع الجبل وعدم وجود الطريق السهل الذي يؤدي إلى الجبل حيث إنه كان مجموعة من المغارات والطرق المخيفة، والهاويات السحيقة والويل لمن لا يعرف تلك الطرق الصعبة الملتوية فهو وبلا شك سيلقى حتفه.
٢ - شدة رجال فيفاء حيث كانوا في حال من البداوة والتوحش والضراوة وكان سلاحهم أعواد الشجر المبرية المحددة الأطراف بما يفوق حد وذلاقة الرماح وكانوا يستعملون سلاحًا بدائيًا آخر وهو الوضمف بالحجارة فلا تكاد تخطئ وضفة أحدهما الغرض ويقال أنه كان يعلق لأحدهم حلقة في دورة السوار فيرمي المضيفة فينفذ الحجر وسطها.
٣ - كان لهم ثقة واعتقاد في شيخهم قاسم أحمد المعكوي (بيفتح العين وتسكين الكاف) الذي كان يمارس ضربا من التنجيم أو الزجر على عادة العرب في جاهليتهم الأولى.
٤ - مسالمتهم حيث إنهم كانوا قومًا مسالمين وليس لهم أي مطامع وأصدق دليل على ذلك عزلتهم التامة عمن حولهم.