للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يبرين) وهو بحور من الرمال لا تسير فيها سيارة ولا يخترقها إنسان إلا في مواضع قليلة يعرفها أهلها، ومن الغرب جبال اليمن امتداد السراة حيث تسكن قبائل دهم وبطون أخرى من همدان، وقيل لى هنا أن تلك الجبال تبتعد من هنا (٢٠) كيلًا، ولا أستبعد ذلك فالصحارى هنا واسعة، أما من الجنوب فجبال حضرموت تمتد من الشرق إلى الغرب باتجاه مقاطع لسابقتها مما يكون من التقائهما زاوية قائمة، هذه الزاوية يكون رأسها في مأرب: المدينة التاريخية القديمة، وفي بطن الزاوية تتكون رمال السبعتين (١).

وقيل لى هنا أن جبال حضرموت تبعد قرابة (١٥٠) كيلًا، غير أني أستبعد ذلك، لأننا عندما ذهبنا إلى (الوديعة) رأينا هناك جبال حضر موت، سراه ممتدة من الغرب إلى الشرق تشبه سراة ممتدة من الغرب إلى الشرق تشبه سراة اليمن إلى حد بعيد.

تلقى عند شرورى منازل أربع قبائل كبار: يام من الشمال والشمال الشرقي، وقبائل من (أبا العبيد) منهم الكرب من الجنوب والجنوب الشرقي، والصغر من الجنوب الغربي، ونهد من الغرب، وكل قبيلة أفردنا القول عنها في بابها.

ذهبنا إلى أحد المطاعم فتناولنا فيه طعام ثم توجهنا إلى إمارة شرورى فوجدنا الشيخ: علي عبدالله الشويعر أمير منطقة شرورى (٢) جالسًا في مكتبه فرحب وسهل، وبذل جهدًا في مساعدتنا، ثم تحدث عن شرورى فقال: كانت منطقة شرورى صحراء قاحلة لا شيء فيها، ثم حفرت الحكومة السعودية بئرًا توازية سنة ١٣٧٤ هـ عمقها (١٠٥٠) م ذات ماء معدني، قال الشيخ أنه يفتت الحصى من الكلى، فصارت البئر موارد لقبائل المنطقة، وفى سنة ١٣٧٥ هـ أسست الدولة أول مركز إداري، فأخذت البلد تنمو، وتكاثرت البادية حولها، وكان المركز في خيام ثم في صنادق، ثم


(١) سميت رمال السبعتين لأنها تتكون من رملتين متجاورتين تتكون كل منهما من سبعة حبال رمل، وهي تمتد من التقاء سراة اليمن بسراة حضرموت قرب مأرب شرقًا، ثم تمتد باتجاه الشرق وقد كتبها أحد المستشرقين بالأحرف اللاتينية فعربت (السباتين)، وهو خطأ.
(٢) من آل الشويعر في حائل.

<<  <  ج: ص:  >  >>