للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمن هي نهد هذه؟ وما نسبها وأين كانت ديارها؟

جميع ما لدينا من القرائن وكل ما يعتقده النسابون هو أن نهدا هذه هي نهد القضاعية، لا يشوب ذلك إلا ما ذكره العلامة الأكوع في حاشية الجزء الثاني من كتاب "الإكليل" (١).

وما ذكره الهمداني في "صفة جزيرة العرب" (٢). ولكن العلامتين اليمنيين جاء بعد اختلاط القبائل وتماوجهم بعضها في بعض بسبب كثرة الحروب، وكثرة الحروب تسبب الهجرة والتحالف والتداخل، وقد ساق لنا الهمداني أمثلة كثيرة وهاهو يقول لك: آل فلان من ولد فلان وهم اليوم يتبكلون (أى يدعون) نسبهم في بكيل، وآل فلان يتمذحجون. إلخ.

قال حاجز الأزدي: في حرب كانت بين الأزد ومذحج وأحلافها، وهو يعني نهد بن زيد، وقد ضم إليهم جرم بن ربان بن حلوان، وكانت نهد وجرم حلفاء، وكانت جرم قد أصحرت فأقامت بنجد (٣):

فجاءت خثعم وبنو زبيد … ومذحج كلها وابنا صحار

فلم نشعر بهم حتى إناخوا … كأنهم ربيعة في الجمار

وكان نهد كثير الولد، وقد عمر عمرًا طويلًا، وله من الولد أربعة عشر ذكرًا: مالك، وحزيمة، وعمرو، وهو الذي كان يقال له كبد بني نهد، وزيد، ومعاوية، وصباح، وكعب، وحنظلة، وعائر، وعائذة، وجشم، وشبابة، وأبان، ورحلت جهينة


(١) قال العلامة محمد بن علي الأكوع الحوالي محقق الجزئين الأول والثاني من كتاب الإكليل للهمداني: رخية -بالفتح- بلاد واسعة تحمل هذا الاسم إلى عهدنا هذا، وهي من أوائل حضر موت من جهة اليمن، يسكنها بعض قبائل نهد من حِمْيَر والمشايخ آل باوزير. ولم يزد على هذا. قال ذلك في حاشية ص ٢٦.
(٢) قال الهمداني ص ١٨٨: .... ومن ناحية المشرق ثات وبها اليوم بطون عنس (من مذحج) النهديون والقريون، واللميسيون، والياميون.
(٣) إذا كان نجد اليمن فنعم، لأن نهدًا وجرمًا كانت قد نزلت أرض مذحج قرب جرش.

<<  <  ج: ص:  >  >>