للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن زيد بن ليث بن أسلم بن الحاف بن قضاعة، إلى جبالهم وحلوا بها (١)، وتلاحقت قبائلهم وفصائلهم فصارت نحوًا من عشرين بطنًا. ثم ظعنت -بعد جهينة- سعد هذيم ونهد، ابنا زيد بن ليث بن أسلم بن الحاف، فنزلوا وادي القرى والحجر والجناب، وما والاهن من البلاد، ولحقت بهم حوتكة بن سود بن أسلم، وفصائل من قدامة بن جرم بن ربان بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، وبنو ملكان بن جرم، غير شكم بن عدي بن غنم بن ملكان بن جرم، فنزلت هذه القبائل تلك البلاد، فلم يزالوا بها حتى كثروا وانتشروا، قوقعت بينهم حرب، فأخرجوا نهدًا وحوتكة وبطونًا من جرم، ونانوهم، وكاد رئيس سعد بن زيد -وفيها العدد والقوة- رزاح بن ربيعة بن حرام بن ضنة بن عبد بن كبير بن عذرة بن سعد بن زيد، وهو أخو قصي بن كلاب لأمه (٢). وسارت قبائل نهد وجرم إلى بلاد اليمن: مالك، وحزيمة، وصباح، وزيد، ومعاوية، وكعب، وأبو سود (٣)، فجاوروا مذحج في منازلهم من نجران، ونزلوا منها أرضًا تلي السرأة، يقال لها (أديم) وغلبوا على بعض البلاد، فناكرتهم طوائف من مذحج وطمعوا فيهم، فقال عبدالله بن هثم النهدي:

لأخرجن صريمًا من مساكنها … والمرتين وهمام بن سيَّار

لم أدر ما يمن وأرض ذي يمن … حتى نزلت أديمًا أفسح الدار

وقال عمرو بن معدي كرب الزبيدي:

لقد كان الحواضر ماء قومي … فأصبحت الحواضر ماء نهد

وهذا يدلنا على أن نهدًا كثرة هنا وقويت حتى صارت تنازع قبائل كبارًا من مذحج كزبيد، وكانت مذحج تغطي مساحة هائلة من اليمن، فنهد حينئذ قبيلة مهابة صائلة جائلة.


(١) هي: الأشعر والأجرد ورضوى، ومن أضاف إليها قدسًا وأرة فقد وهم، فتلك ديار مزينة ثم حرب، ولم ننزلها جهينة مدى الدهر.
(٢) هو الذي جمع قضاعة فساند بها قصيًا في مطالبته بملك مكة حتى ملكه، وقد اغتاظ قصي لإجلاء رزاح بعض قضاعة، وله في ذلك شعر.
(٣) وهذه تسمى نهد اليمن، ولهم خبر سيلحق، وذهب أخوتهم إلى الشام فسموا نهد الشام.

<<  <  ج: ص:  >  >>