للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم لحقت نهد بن زيد ببني الحارث بن كعب. فحالفوهم، ولحقت جرم بن ربان ببني زبيد، فحالفوهم، فتحاربت بنو الحارث وبنو زبيد -كلاهما من مذحج- فالتقوا على بني الحارث عبد الله بن عبد المدان، وعلى زبيد عمرو بن معد يكرب (١).

وهذا بيت القصيد، وهو ما أطلنا من أجله، أي أن نهدًا قام الإسلام وهي بديار بني الحارث بن كعب شرق نجران وحبونن، ولا تبعد ديارها اليوم عن تلك الديار (في حدود ٣٠٠ كيلو متر) إذا اعتبرنا الزمن وما حدث في اليمن من حروب، خاصة تلك التي شنها الهادي على بني الحارث، وتفرقها وشتات أمرها، فكان لابد لقبيلة تريد التماسك ولابد من إزاحتها أن تندفع إلى أضعف البلاد، فكانت صيهد القفر فلاة لا منازع عليها، ومنها يمكن التمدد حسب الظروف، فكان تمدد نهد بعد ذلك إلى أطراف حضر موت حيث المياه والظل، ونجد شذرات لا يحتج بها تذكر أن مرة في نهد، فربما هي مرة يام اليوم، التي تتصل بنهد جنوبًا وديار بني الحارث شمالًا وتنساح في نجد.

ومن كل ما تقدم ترى أن نهدًا مازالت تقذف بها النوى حتى انقسمت إلى نهد الشام ونهد اليمن، وذكر الهمداني (٢) أن نهدًا كانت بنجد -نجد اليمن- بعد أن اصطلحت قبائل خولان (٣)، وكأنها كانت جيرة لجنب وزبيد وحليفة لهم على عنز بن وائل.

ونجد -الهمداني- يحدد ديارهم (٤) في عهده فيذكر مواضع كثيرة تقع كلها بين حبونن وتثليث، فقال: قبائل نهد، ومعرّف، وحرام، وهي أكثر نهد، وبنو زهير، وبنو دويد، وبنو حزيمة، وبنو مرمص، وبنو صخر، وبنو ضنة، وضنة من عذرة، وبنو يربوع، وبنو قيس، وبنو ظبيان، ولبعض هذه الأسماء ذكر اليوم في بقايا مذحج،


(١) عبد الله بن عبد المدان وعمرو بن معد يكرب، كلاهما أدرك الإسلام.
(٢) الإكليل ج ٢ ص ١٦٣، ١٦٤.
(٣) حرب كانت بين سعد بن سعد ين خولان، والربيعة بن سعد بن خولان، لم يذكر انتهاءها وإنما ذكر راوية سيرة الإمام الهادي أن الصلح كان بعد ٢٨٠ هـ.
(٤) "صفة جزيرة العرب" ص ٢٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>