للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورد أن أحد أسباب خروج الأزد من اليمن وتفرقهم هو انهيار سد مأرب، فانتقلت قبائل الأوس و الخزرج إلى المدينة المنورة، وانتقلت خزاعة إلى مكة وما حواليها عن أرض تهامة، ولحقت يحمد وعتيك وغيرها من القبائل والبطون إلى عُمان، وانتقل بعض من قبائل الأزد إلى العراق منهم بنو مالك بن عثمان بن الأوس، ولحقت جفنة وآل محرق بن عمرو بن عمار بالشام.

كما ورد عن ابن الآثير أنه عندما توجه تُبَّع ملك اليمن إلى العراق وكان يقال لتُبَّع هذا تبان وهو أسعد وهو أبو كرب بن ملكيكرب تُبَّع بن زيد بن عمرو بن تبع ويقال له ذو الأذعار بن أبرهة تُبَّع ذي المنار بنا لرايش بن قيس بن صيفي بن سبأ، ويقال له الزايد، وكان تُبَّع هذا في أيام بشتاسب وأردشير بهمن بن إسفنديار بن بشتاسب، فعندما وصل تُبَّع إلى الحيرة وكان ليلا قيل إنه تحير فأقام في مكانه فسُمي المكان بالحيرة، وعندما تابع سيره خلف به قوما من الأزد ولخم وجذام وعاملة وقضاعة فبنوا وأقاموا به. كما ورد عن الأزرقي التالي: مجنة سوق بأسفل مكة على بريد منها وهي سوق لكنانة وأرضها من أرض كنانة وهي التي يقول فيها بلال:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة … بفخ وحولي إذخر وجليل

وهل أردن يوما مياه جفنة … وهل يبدون لي شامة وطفيل

وشامة وطفيل جبلان مشرفان على مجنة، وذو المجاز سوق الهذيل عن يمين الموقف من عرفة قريب من كبكب على فرسخ من عرفة، وحباشة سوق الأزد وهي في ديار الأوصام من بارق من صدر قنونا وحلي من ناحية اليمن وهي من مكة على ست ليال وهي آخر سوق خربت من أسوق الجاهلية، وكان والي مكة يستعمل عليها رجلًا يخرج معه بجند فيقيمون فيها ثلاثة أيام من أول رجب متوالية. وفي سنة سبع وتسعين ومائة أشار أهل مكة على داود بن عيسى بن موسى بتخريبها فخربها وذلك بسبب مقتل الوالي فيها. كما اكتفى ياقوت في كتابه معجم البلدان والزبيدي بقولهما أنه سوق تهامة القديمة وهي سوق لقينقاع والأوصام، ذكرها الزبيدي في التاج باسم الوصم وقال إنها قرية باليمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>