المنتفق وبنو خفاجة وبنو عامر، وكان العراق وبلاد البحرين أحد المواطن الرئيسية التي استقرت بها هذه البطون، بعد أن غادرت موطنها في نجد. ويصف الشريف الإدريسي في كتابه -الذي ألفه في حدود عام ٥٤٨ هجري/ ١١٥٣ م- أن بني عامر قد أصبحوا سادة البادية ما بين البصرة وبلاد البحرين، لقد كانوا يتحملون مسئولية حماية أرياف البحرين وقوافل التجار والحجاج مقابل مبالغ معينة يحصلونها من المزارعين والتجار والسلطة الحاكمة".
أما بشأن ارتباط بني عامر من عُقَيْل بالدولة العيونية، فيقول د. الحميدان: "لقد ازداد ارتباط واتصال بني عامر بالعيونيين واشتركوا في الصراعات التي كانت تدور فيما بينهم، وقد ظهرت بين اْفخاذ بني عامر زعامات متعددة، حيث ينتسب كل فخذ إلى زعيمه، فهناك الشبانات نسبة إلى زعيمهم شبانة، والقديمات نسبة إلى زعيمهم قديمة، والغفيلات أو العقيلات نسبة إلى زعيمهم غفيلة أو عقيلة، إلا أنه من الواضح أن قوة بني عامر الرئيسية كانت تتركز في يد عميرة بن سنان بن غفيلة، فقد لعب راشد بن عميرة زعيم بني عامر من عُقَيْل دورا هاما في الحياة السياسية، فقد اشترك في اغتيال الحاكم العيوني (١) محمد بن أبي الحسن مقابل حصوله على جميع أموال الحاكم الموجودة في القطيف وجزيرة أوال بالإضافة إلى حصوله على عدد من السفن والدنانير التي سوف تدفع له سنويا، لقد آلت إليهم بساتين أوال وعيونها الجارية ومناطق صيد الأسماك والسفن التجارية، وسفن الغوص وما فيها من الغاصة، وأخذوا يتوارثون ذلك".
وفي شأن استيلاء الشيخ عصفور بن راشد على الأحساء، يذكر د. الحميدان في بحثه: "وفي مطلع القرن السابع هجري/ الثالث عشر ميلادي، وفي ظل حالة التمزق والتداعي الذي أخذ يهدد إمارة العيونيين بالسقوط، اتفق أعيان الأحساء ووجوهها إلى تسليم البلاد إلى زعيم بني عامر المحنك الشيخ عصفور بن راشد بن عميرة، فقد قام الأعيان بمحاصرة الأحساء وخذلان الحاكم العيوني الأمير الفضل بن محمد بن
(١) العيوني من قبائل عبد القيس من ربيعة العدنانية، وكان لهم دور في القضاء على القرامطة فى الأحساء، في القرن الخامس الهجري، وكانت بلاد الأحساء تُسمى البحرين وقتئذ.