للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسعود وإقناعه بعدم جدوى مقاتلة بني عامر، بل عليه أن يسترضيهم وأن يفتح لهم أبواب أسوار الأحساء. وقد تم تنفيذ الخطة بنجاح وقبض الأمير عصفور على الأمير العيوني وطرده من الأحساء بعد أن كان قد استولى على كافة أمواله وأموال أسرته وكف عن أموال الآخرين، وبهذا استولى الأمير عصفور بن راشد بن عميرة العامري العُقيلي على السلطة في الأحساء في حدود العقد الثاني من القرن السابع هجري - العقد الثاني من القرن الثالث عشر ميلادي، وقد استطاعت إمارة آل عصفور الناشئة المحافظ على منفذها على الخليج وهو ميناء العقير الذي يصل ما بين داخل الجزيرة العربية والعالم الخارجي".

أما فيما ورد بشأن حكم آل عصفور، فيذكر د. الحميدان: "وردت عدة روايات عن نفوذ بني عامر العُقيليين قي القرن السابع هجري/ الثالث عشر ميلادي عند ابن فضل الله العُمري وابن خلدون والقلقشندي وكلها منقولة عن ابن سعيد المغربي، وهي تتشابه إلى حد كبير لفظا ومعنى، فهم ينقلون قوله: سألت أهل البحرين في سنة ٦٥١ هجري/ ١٢٥٤ ميلادي حين لقيتهم بالمدينة النبوية عن البحرين فقالوا المُلك فيها لبني عامر بن عُقيل، وعصفور وبنوه هم أصحاب الأحساء دار ملكهم، ويذكر ابن فضل الله العُمري الذي عاش في النصف الأول من القرن الثامن هجري/ الرابع عشر الميلادي، وكان معاصرًا لما يرويه: أن بلاد البحرين تحكم من قبل أولاد مانع بن عصفور، وأن دارهم الأحساء والقطيف وملح وانطاع والقرعاء واللهابة والجودة ومتالع" (١).

أما فيما يخص زوال حكم العصفوريين، فيذكر د. الحميدان في نهاية بحثه: "فكان هناك التنافس بين أمراء بني عصفور حول السلطة وخشية بعضهم من بعض، أدى إلى زوال حكم العصفوريين من بلاد البحرين الذي امتد لمدة تقارب من القرن ونصف القرن. وأن زوال حكمهم قد تم في العقد الثامن أو التاسع من القرن الثامن هجري/ الرابع عشر ميلادي، وقد يكون ذلك مرتبطًا بالاضطراب الذي عم منطقة الخليج


(١) كتاب مسالك الأبصار في ممالك الأمصار المدون عام ٧٤٩ هـ في منتصف القرن الثامن الهجري.

<<  <  ج: ص:  >  >>