للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد روى لي نصار بن ظاهرة العطوي (١) أنه عندما تقابل قائد الحملة مع الشيخ فرج بن عيد بن عطية في المضارب أعطاه ذلول وطلب منهم الحاقه بولده سالم تقديرًا لمنزلته، واحتلت القبيلة سهل الفرعة أخصب أراضي بئر السبع في فلسطين وهي سهول مترامية الأطراف، ولكن قبيلة التياها لم يعجبها ذلك وأعلنت الحرب علي قبيلة بني عطية واستطاعت أن تستميل قبائل أخرى لمحاربة بني عطية مثل الترابين، والحناجرة، والعزازمة، ودارت بينهم معارك متوالية كان أشهرها معركة زنه، ولم تمنع الحرب بني عطية من حفر الآبار في المناطق التي احتلتها مثل المشاش، وعرعرة، والفرعة، وكان حداء بني عطية أثناء الحرب وحفر الآبار:

حمراء عليها الذارع (٢) … تشرب والدم دارع

وقد قال شاعر الترابين في هذه المعارك:

دارك تبوك ودارنا ساحل الخان … حجرك وطنا ما يعقب محنَّه

الخوخ والرمان دونه خشب زان … وخيل تحسك باللجم والأعنه

وقال شاعر بني عطية شتيوي النواقي:

يا راكبا حمراء هجين .... ترقد أرقاد القطاه

لشافت زولًا يبين … لذة الراكب قداه

تلفي أبو محيسن (٣) سيد العارفين … كم فارس من يده رماه

قله شيخنا سالم (٤) ما يلين .... عد ما يركوه السناه


(١) نصار بن ظاهرة العطوي أحد الرواة المشهورين في قبيلة بني عطية وكان من المعمرين حيث توفي عن عمر يناهز ١٣٠ عامًا.
(٢) الذارع أو العرقاه: وسم بني عطية وهي تشبه علامة (+).
(٣) أبو محيسن: شيخ التياها.
(٤) سالم بن فرج بن عيد بن عطية (من العطيات).

<<  <  ج: ص:  >  >>