للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موظفيه من الأزد أو الحضارمة فإنهم أهل الأمانة (١). وحدث أن ساء التفاهم بين عريف حضرموت (الملامس بن جذيمة) ووالي مصر (مسلمة بن مخلد) فاستأذن الملامس الخليفة معاوية في الانتقال إلى فلسطين فأذن لهم. ولكن مسلمة الذي كره ذلك لما فيه من خسارة مادية وأدبية لمصر بطبيعة الحال احتال حتى أحبط هذه المحاولة (٢) وضرب الحضارمة الرقم القياسي في عدد من ولي القضاء منهم، ففي المدة ما بين سنة ٨٤ وسنة ٢٤٤ هـ - أي في حوالي قرن ونصف قرن - ولي القضاء بمصر تسعة من رجال حضرموت - أي بمعدل قاضٍ واحد كل ثمانية عشر عاما - أولهم يونس بن عطية (٨٤ - ٨٦ هـ) وآخرهم لهيعة بن عيسى (١٩٩ - ٢٤٤ هـ). هؤلاء عدا من ولي القضاء منهم في الأندلس وبرقة وفلسطين وحمص ودمشق. ولا شك في أن الشاعر يزيد بن مقسم الصدفي كان على حق إذ هنأ حضرموت بما اختصت به من الحكومة بين العجم والعرب (٣). ولما أخمد الحوثرة بن سهيل فتنة خلع مروان بمصر سنة ١٢٨ هـ ومضى يعدم زعماءها - وكان رجلا بدويا لا يجيد إلا سفك الدماء - هم بقتل خير بن نعيم الحضرمي قاضي مصر وقتذاك، ولكن حسان بن عتاهية التجيبي صاحب شرط الحوثرة تدخل، فاكتفى الحوثرة بعزل ابن نعيم (٤).

والآن نتحدث عن بطون حضرموت أو الأسر التي عاشت منها في مصر.

(أ) بس:

دخل هذا البطن مصر مع عمرو، وكان أبرزهم نمر بن زرعة بن نمر (٥).

ومع الأيام أصبح بنو يغلب أشهر وأهم أسر هذا البطن بمصر، حتى صاروا ينتسبون إلى جدهم يغلب هذا (٦).


(١) القضاة ص ٤٢٦.
(٢) راجع فتوح مصر ص ١٢٤.
(٣) القضاة ص ٤٢٥ - ٤٢٦.
(٤) الولاة ص ٩٠ القضاة ص ٣٥٢.
(٥) فتوح مصر ص ١٢٣.
(٦) الأنساب ص ٦٠١ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>