للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن عائلة البوق محل البحث فهي من عشيرة الطوال (١) من الأشراف الأدارسة كما تقدم وقد لُقِّب مؤسس هذه العائلة بهذا اللقب بعد توليه من حكمدار الوجه في العهد العثماني مهمة حمل البوق والعَلَم لخدمة وإرشاد حجاج بيت الله الحرام في تأدية الفريضة أثناء السير للأماكن المقدسة.

وذكر الدكتور علي بن إبراهيم الغبَّان أستاذ الآثار الإسلامية المشارك بجامعة الملك سعود -كلية الآداب- تعليقًا على لقب البوق فقال (٢): المتبادر من عبارة البوق والعَلَم أن ملوك مصر من مماليك الترك حينذاك كانوا يعينون أمراء العرب تعيينًا وأنهم كانوا على مراتب ومنهم من كان يُعطي بوقًا أو علمًا كعلامة من علامات مرتبته، ومن المحتمل أن تكون هذه المرتبة أعلى مراتب الأمراء.

والمتبادر كذلك أن هؤلاء الأمراء كانوا أصحاب الكلمة أو الحكم والسلطة في قبائلهم وقتئذ، ومن الطبيعي أن يكون الذين يختارهم الملوك للإمرة هم من البطون أو الأرومات القوية ذات العصبية، وفي الجزء الرابع من كتاب صبح الأعشى للقلقشندي مما يفيد أن إمارات العرب كانت في كل عمل من أعمال مصر القبلية والبحرية وقد ذكرت بطون من ثعلبة من طيئ القحطانية كان فيهم رجال ذوو ذكاء ونباهة في عهد الدولة الإسلامية ثم دولة المماليك قد خدموا الدول وعضدوا الملوك وقاموا ونصروا وقد أُمروا بالبوق والعلم من قبل سلاطين الأيوبيين وسلاطين المماليك ثم الأتراك العثمانيين. انتهى.

قلت: مما تقدم لنا من هذا السياق يتضح أن لقب البوق الذي عُرف به مؤسس عائلة البوق محل البحث ما هو إلا تشريف وتكريم من الدولة العثمانية له وثقة في أمانته لخدمة الحجاج لبيت الله الحرام.


(١) من الباحثين من يرى أن الطوال في شمالة (حلفاء قبيلة ثقيف من الأزد) هم من الطوال الأشراف وهم أيضًا إخوة من حالفوا مزينة بالمدينة.
(٢) انظر كتاب الآثار الإسلامية في شمال غرب المملكة العربية السعودية -مدخل عام- طبعة ١٤١٤ هـ ١٩٩٣/ م، ج ٢، دكتور محمد علي الغبّان.

<<  <  ج: ص:  >  >>