للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والأن ننظر في حياة الصدف بمصر.

ظهروا منذ اللحظة الأولى - كما قلنا - فكان منهم من رجال الفتح حسيم بن ثعلبة (١). والأرجح أنه نفسه جعشم بن الخير بن ثعلبة الذي مر ذكره منذ لحظة، ومالك بن ناعمة صاحب الأشقر فرس الصدف المشهور الذي انقذ المسلمين من أيدي الروم عند كوم شريك (٢). وقتادة بن قيس الذي تعرف به جنان الحبش (٣)، وعيسى بن هلال المحدث (٤).

والظاهرة التي تجذب الانتباه بمجرد النظر في حياة هذه القبيلة هي علويتها المتطرفة. فمن المدهش حقا أن يشترك من الأحروم في موقعة صفين عشرة إخوة هم أبناء يحيى بن سلمة الحريمي، قاتلوا جميعا في صف علي وقتل ثمانية منهم (٥). أما في مصر فقد كان ربيعة بن حبيش، عميد الأسرة الأولى المهمة من الصدف في مصر، يمثل هذا التطرف في الميول العلوية، إذ كان من خاصة علي، وحضر مقتل عثمان ثم وقف في صف ابن جحدم سنة ٦٥ هـ وأشار عليه بحفر الخندق المشهور (٦). وكان ابنه عمران بن ربيعة عريفا على القبيلة (٧). واشتهر ابنه الثاني سعيد بن ربيعة بأنه رفض منصب القضاء سنة ١١٤ هـ (٨). ولكن خالد بن سعيد بن ربيعة ورث عن جده ميوله العلوية فقد قام بأمر دعوة بني الحسن سنة ١٤٤ - ١٤٥ هـ وضم إليه بقايا العناصر الأموية المعادية للعباسيين (٩). واشترك مع خالد في حركته تلك ابناه إبراهيم وهدبة (١٠). ومن المهم ملاحظة أن صاحب


(١) الأنساب ص ٢٥٠ ب.
(٢) فتوح مصر ص ٧٣.
(٣) الخطط ج ٣ ص ٢٤٧.
(٤) الأنساب ص ٣٥٠ ب.
(٥) الأنساب ص ١٦٦ أ.
(٦) الولاة ص ١١١، ١١٢ الخطط ج ٤ ص ٣٤٠.
(٧) فتوح مصر ص ١٢٣ الأنساب ص ٣٥٠ ب.
(٨) القضاة ص ٣٤١ - ٣٤٢.
(٩) الولاة ص ١١١ - ١١٥.
(١٠) المصدر نفسه ص ١١٣، ١١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>