هذا خلاف القبائل السُّلَمية والأخرى التي قدمت مع الغزوة الهلالية وغيرها من القبائل القيسية إلى بلاد المغرب العربي بعد منتصف القرن الخامس الهجري فلا يطلق عليها هذا الاسم لأن الهدف من دخولها المغرب العربي بأمر الخليفة الفاطمي كان للقضاء على المالك الصنهاجية والزناتية من قبائل الأمازيغ البربرية وقتئذ وليس إلى الدفاع عن الثغور والرباط لصد الأعداء من الروم.
كما ننوه أن الأشراف الأدارسة والسليمانيين وغيرهم من الحسنيين أو الحسينيين كانوا قدماء في بلاد المغرب فكان منهم مرابطين أيضًا وقد انضم البعض من الأفخاذ الهاشمية من الأشراف إلى كيان قبيلة سعيط ويشكلون جزءًا لا يتجزأ منها، وقد اشتهر هؤلاء الأشراف من آل البيت بالصلاح وإقامة الزوايا الدينية لتحفيظ القرآن وتعلُّم الفقه، ونبغ منهم علماء أفذاذ، ولبعضهم أضرحة تزار حتى الآن من أبناء القبيلة في برقة.
ولما ظهرت قبيلة السعادي في أول عهد الأتراك العثمانيين كقوة فاعلة في برقة ونظرًا لانتماء السعادي إلى أرومة عوف بن بهثة من بني سُلَيْم، وكذلك لانتماء سعيط إلى بني سُلَيْم وخاصة الشمول من شمال (شمال) بن عوف بن بُهْثة، فقد تقاربت قبيلة سعيط وتحالفت مع قبيلة العواقير من السعادي في برقة وشكلت تكتلًا قويًّا في شرق ليبيا، ولا يمكن الفصل بين سعيط والعواقير في الديار وكذلك روابط المصاهرة والتعاون في شتى المجالات عبر قرون عديدة، وقد ساكنت في العهود الأخيرة فروع من سعيط قبيلة البراعصة وخاصة في منطقة البيضاء بالجبل الأخضر، وكذلك فروع أخرى جاورت قبائل أخري، ولكن الترابط في مجمل قبيلة سعيط لا يوجد إلَّا مع العواقير، كما تنتشر فروع سعيط أيضًا في الديار المصرية خاصة في البحيرة والإسكندرية وتزيد نجوع وعزب قبيلة سعيط عن ١٤٠ نجع وعزبة بالوقت الحاضر.
ومن أهم الأماكن التي يتركز فيها فروع قبيلة سعيط في برقة بليبيا نذكر بنغازي والنواقية وسلوق وسيدي سلطان والبيضاء وطبرق.