ولقبيلة سعيط مواقف بطولية على مر الزمان وعبر التاريخ وكانت من القبائل دائمة التمرد على مظالم السلطات العثمانية في إقليم برقة، وفي أثناء الغزو الإيطالي البغيض للأراضي الليبية ساهمت قبيلة سعيط بفرسانها مع المجاهدين البواسل بقيادة شيخ المجاهدين الشهيد البطل عمر المختار، وشاركت سعيط في معارك عديدة ضد الطليان منها معارك كبيرة مثل معركة حيلانة قرب بنغازي وقد استشهد ثلاثة عشر مجاهد من سعيط وحدها، وكذلك معركة الزرقاء قرب المقروني وتبعد ٨٠ كم غرب بنغازي واستشهد أيضًا في هذه المعركة عددٌ من المجاهدين ينتمون إلى قبيلة سعيط.
وقد أعدم الاستعمار الإيطالي الكثير من أبناء سعيط من قادة المجاهدين بعد محاكمات صورية وفي ميادين عامة، ونذكر على سبيل المثال الأخوين أبا بكر زقيق السعيطي وبشير زقيق السعيطي، اللذين شنقا في أحد ميادين مدينة إجدابيا وانضما لقوافل الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الدفاع عن دينهم ووطنهم وأهليهم، أسكنهم الله فسيح جناته وكل شهداء العروبة والإسلام.
وليس غريبًا على أحفاد بني سُلَيْم والخنساء أم الشهداء التي ضحت ببنيها الأربعة في معركة القادسية في سبيل عزَّة وكرامة الإسلام و تحرير العراق من الحكم الفارسي.
والخنساء من بني عصية الذين هم فرع كبير في سعيط، وكان أخويها صخر ومعاوية من أفرس العرب، وكان أبيها عمرو بن الشريد ينادي بها في أسواق الحجاز ويقول: أنا أبو خيري مُضَر فهل من معارض؟، فلا يعترض عليه أحد.
وكذلك بنو شمال وهم الشمول في سعيط وأصل اسمهم (ثمال) في الحجاز، كما ذكرها الأقدمون مثل أبو علي الهجري، وذكرها ابن خلدون شمال بالشين، وهكذا تحرفت في بلاد المغرب من ثال إلى شمال، ومنهم ربيعَةَ بن أهبان بن ثعلبة بن ربيعَةَ بن يربوع بن ثمال بن عوف بن امرئ القيس بن بُهْثَة بن سُلَيْم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عَيْلان بن مُضَر بن نزار بن مَعْد بن عدنان، وهو قاتل فارس هَوَازِن المشهور وخبير الحروب دريد بن الصِّمة الجُشمي يوم حُنين.