وقيل غير ذلك فقد حدثني هليل بن مصلح العتيبي أن قبيلة "عُتيبة" كانت نازلة على "ماء العويند" فقدمت قبيلة الرشايدة وعلوى وطلبا من "عُتيبة" النزوح عن الماء فنشبت الحرب بينهم.
وقبل الحرب بعثت "عتيبة" رسولًا منها إلى "المسيلم" وإلى "الدويش" ومضمون ما بُعث به الرسول هو أن تنصرف قبيلة الرشايدة وعلوي عن "ماء العويند".
وعندها بعث فيصل الدويش إلى سالم بن مسيلم على أن يتحالفوا على عدم النزوح من الماء والتصدي لقبيلة "عُتيبة" كما بعث الدويش في طلب النجدة من بني عبد الله عن مُطير (١).
ولما بلغ "عُتيبة" هذا الاتفاق استنفروا لقتال الرشايدة وعلوي فساروا نحوهم والتقى الجمعان ودارت رحى المعركة والتي دامت ما يقارب ستة شهور وفي هذه الوقعة أخذت عطفة الدويش والعطفة هي فتاة تركب على جمل فتقدم القبيلة في القتال لحثهم وتشجيعهم.
ويجب أن تركب العطفة فتاة من بيت الأمارة وكانت تسمى "الدحملية" من الدوشان.
وفي أثناء القتال اشتد اللقاء ورجعت "علوي" حتى وصلت موضع يقال له فيما بعد "شجيرات أبو صفرة" وقد حدثني هليل العتيبي أن في هذا الموضع قتل أبو صفرة من علوى فمي هذا المكان بشجيرات أبو صفرة ومن يقف فيه يرى "ماء العويند" أ هـ.
وعند هجوم "عتيبة" تمكنوا من أخذ "عطفة علوي" ثم حملت الرشايدة على "عُتيبة" وحمل سالم بن مسيلم ومن معه من "الرشايدة وعلوي" فقاتلوا عندها وافتكرها وعادوا بها من الأسر.
(١) قلت: ومن حُسن الطالع أن كلّ هذه القبائل المتحالفة ضد عُتيبة من هَوَازِنْ ترجع إلى غَطَفَان.