للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم نقل القلقشندي عن كتاب التعريف للمقر الشهابي أن الإمرة بالوجه القبلي في زمنه وهو سلطنة الناصر محمد بن قلاوون ٦٩٣ - ٧٤١ هـ كانت لناصر الدين عمر بن فضل، ولم يذكر مقره ومن أي العرب هو.

وأن الإمرة فيما فوق أسوان كانت لسبرة بن مالك من عرب يقال لهم الحداربة، وكان ذا عدد جم وشوكة منيعة، يغزو الحبشة أمم السودان ويأتي بالنهاب والسبايا وله أثر محمود وفضل مأثور.

قلت: والحداربة من قبائل العرب في بلاد النوبة.

وفد سبرة على السلطان فأكرم مثواه وعقد له وشرَّفه بالتشريف (١) وقلَّده، وكتب إلى ولاة الوجه القبلي وسائر العربان بمساعدته ومعاضدته والركوب معه للغزو متى أراد له منشورا بما يفتتحه من البلاد، وتقليده إمرة عربان القبلة مما يلي قوص إلى حيث تصل غايته وتركز رايته.

وقد قال القلقشندي بعد هذا إن الإمرة في زمنه ومنذ وجهت عرب الهوارة وجوهها من عمل البحيرة إلى الوجه القبلي، ونزلت به وانتشرت في أرجائه انتشار الجراد وبسطت يدها من الأعمال البهنساوية إلى أسوان وما أولاها، وأذعن لها سائر العربان بالوجه القبلي وانحازوا إليها وصاروا طوع قيادة في بيتين منهم هما بنو عمر محمد وإخوته ومنازلهم بجرجا ومنشأة أخميم، وأمرهم نافذ إلى أسوان من القبلة إلى آخر بلاد الأشمونين من بحري، وأولاد غريب وبيدهم بلاد البهنسا ومنازلهم دهروط وما حولها.

وأما الوجه البحري فقد نقل القلقشندي (٢) عن الحمداني الإمرة فيه في خمسة أعمال.

العمل الأول:

الشرقية والإمرة فيها في قبيلتين إحداهما ثعلبة والإمارة لشقير بن جرجا من المصافحة من بني زريق ولعرب ابن نفيلة من العلمين، والثانية جُذام والإمرة فيها


(١) كان يعني إلباس الخلع المطرزة بالطراز السلطاني.
(٢) ص ٦٩ - ٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>