وقيل أيضا هوارة من ولد قبط بن فوط بن حام بن نوح، ويقال جالوت بن بربر بن قبط بن مصر بن فوط.
وقيل إن مصر هو ابن بيصر بن حام بن نوح، وإن تُركوت هي ابنة أحد أولاد يمن، وإن بعلها كان يعرف بكاهن بن جالوت وإنه أبو البربر، وإن من ولد تُركوت هذه إبراهيم جد علي بن يوسف بن تاشفين بن إبراهيم ملك الملثمين، ومن ولد تُركوت أيضا ملوك كزولة الجبل المعروف بجبل الكسْه، وهم يزيدون على ثلاثمائة قبيلة كل قبيلة نحو ثلاثين ألف نسمة، ومنهم أنسكات ومصلات وأرنس وبنو طريف وبنو جابر وبنو وغرده وهشتوكه وارغتان. وقيل: إن من ولد صنهاج "يكتون" وهم الملثمون، وتزكيك ومسوفة ومشطوفة وهم صناع درق اللمط ومنته بنت صنهاج عرفوا بأمهم ومنير وجروم.
وهوارة يزعمون أنهم من البربر القدماء، وأن مزاته ولواته كانوا منهم وانقطعوا عنهم وفارتوا ديارهم وصاروا إلى برقة وغيرها.
وتزعم هوارة أيضا أنها من قوم من أهل اليمن جهلوا أنسابهم.
وكل هذه الأقوال لا تثبت، والأشبه بالصواب أنهم من ولد هوَّار بن أوريغ بن بُرنس بن ضَرى بن زجيك بن مادغس بن بر بن بديان بن كنعان بن حام بن نوح كما تقدم. وهوارة تتنايسب - كما تنتسب العرب - وأصل ديارها من آخر عمل سرت إلى طرابلس الغرب، ثم قدم منهم طوائف إلى أرض مصر ونزلوا بلاد البحيرة وملكوها من قبل السلطان. وهوارة التي ببلاد الصعيد أنزلهم الظاهر برقوق بعد وقعة بدر بن سلام هناك في سنة اثنين وثمانين وسبعمائة، وذلك أنه أقطع إسماعيل بن مازن من هوارة ناحية جرجا وكانت خرابا فعمروها، وأقام بها حتى قتلهُ علي بن غريب فولى بعده عمر بن عبد العزيز الهواري حتى مات. فولى بعده ابنه محمد المعروف بأبي السنون (١) وفخم أمره وكثرت أمواله، فإنه أكثر من زراعة النواحي وأقام دواليب السكر واعتصاره حتى مات فولى بعده أخوه يوسف بن عمر.
(١) ذكر رفاعة الطهطاوي في مناهج الألباب أن أبا السنون عرف أيضا بأبي شوشة.