للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى الجنوب ونزل كردفان هو رجل اسمهُ الحاج عيسى ود محمد ود منصور، كان تاجرًا جوالا من منفلوط بالقرب من أسيوط، فرحيل إلى كردفان وتبعه آخرون من تجار الهوارة وتجمعت منهم طائفة ممن هاجروا من مصر، فسموا "جلابة الهوارة" (١)، ولقي الجيل الأول من هؤلاء بعد الحاج عيسى واسمه الحاج محمد أبو منانة.

وبعد أن قطعوا شوطًا في رحلتهم استغرق يومًا كاملًا، بلغوا قرية "دوم الخاتراب" بالقرب من "شريم" حيث لقيهم أهل المنطقة وأقنعوهم بالبقاء معهم، وولوا الشيخ محمد فقيها (بلغتهم فكي) لقريتهم وبعد وفاة الحاج محمد رجع قومه إلى خُمّى وبقوا فيها. وقد ظهرت بعض الفوارق في السحنة بين بدو الهوارة وجلابة الهوارة على مر الزمن، فقد كان جلابة الهوارة أكثر امتزاجا بالعناصر الزنجية من أقاربهم البدو (٢).

(ب) ما ذكرته الدكتورة إيمان محمد عبد المنعم عن هوارة في كتاب العربان ودورهم في المجتمع المصري في النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي (٣):

قالت: قبيلة الهوارة وهي من أهم القبائل العربية في صعيد مصر وقد حدث للهوارة عندما نزلوا جرجا ما حدث لمعظم القبائل العربية المهاجرة فاستقرت طوائف منها واشتغلت بزراعة قصب السكر. وقد ازداد نفوذهم في جرجا بعد القضاء على نفوذ عربان المغاربة والضعفا، وكانوا قد هاجروا إلى هناك من منطقة مريوط (الوجه البحري) في أيام الظاهر برقوق، وذلك بعد أن أقطع إسماعيل بن مازن الهواري ناحية جرجا وكانت خرابا فعمروها.

وقد كفل الهوارة الفلاحن في الصعيد الأمن والحماية من هجمات العربان الآخرين وكان الفلاحون التابعون للهوارة أكثر ثراءً وأمنا من فلاحي المناطق


(١) عن ماك مايكل ٢١٩ - ٢٢٠.
(٢) نفس المرجع السابق ٢٢٠.
(٣) طبع عام ١٩٩٧ م عن طريق الهيئة المصرية العامة للكتاب وأصل الكتاب رسالة علمية حصلت بها صاحبتها على درجة الدكتوراه، انظر ص ٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>