وفي خلال هذه الفترة (٨٠٠ - ٨١٥ هـ) زحفت جموع هوَّارة إلى جنوب الوادي ودخلت سودان وادي النيل.
واستمرت بطون هوارة في نمو مطرد حتى كان لأولاد همام (فرع من الهوارة) في القرن الثاني عشر الهجري (الثامن عشر الميلادي) شوكة عظيمة في صعيد مصر وشمالي السودان (١) ولا تزال أسر من هوارة تسكن إلى يومنا هذا في صعيد مصر في قرى لا تزال تحمل أسماء فروع من قبائلهم، ولا سيما في أسيوط وما حولها، وفي نجع حمادي، فمن القرى أولاد مؤمن (في طما)، والدناجلة (بأبي تيج)، والبلازد (وتسمى الآن البلايزة) في أبي تيج، وكذلك الصوامع والغنايم وأشحوم (مركز سوهاج)، والعبابدة (مركز أسيوط) وساحل سلين (نسبة إلى سلين أو أسلين بطن من هوارة).
وفي ص ١٥٤ أضاف الدكتور عبد المجيد عابدين عن هوارة في السودان قائلًا:
تدفقت قبائل هوارة على صعيد مصر الأعلى في نهاية مرحلة الاحلاف، ودخلت منهم موجات في السودان منذ ذلك الحين إلى عهد قريب.
والهوارة الذين يعيشون الآن في شمالي السودان هم بقايا هوارة مصر والشواهد على ذلك ناطقة، ذكر بعضها ماك مايكل. ويروي هوارة السودان أنهم نزحوا من صعيد مصر، من منطقة إسنا، وهم في معظمهم بدو رحل، وقليل منهم يستقرون على ضفاف النيل في دنقلة، وفي فصل الأمطار ينتقل الهواوير الرحل بقطعانهم إلى العرب، ويرعون مع الكبابيش من وادي الكاب إلى حدود دارفور، ثم يعودون إلى الشرق في فصل الجفاف.
وهناك قسم آخر من الهوارة يقيمون الآن بالقرب من الأُبَيِّض في كردفان، حول خمى وأم دليكة وغيرهما، ويروون أنهم بطن من قبيلة الهواوير وأن أجدادهم عاشوا في صعيد مصر، وأنهم كانوا بيض الالوان. وأول من قدم منهم