للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجمال - على وجه الخصوص - من أصحاب الموارد الكبيرة نظرا لارتفاع أثمان الإبل وزيادة الطلب عليها في مصر.

كذلك فإن العبابدة يبيعون الفحم النباتي في معظم أسواق قرى أسوان وقنا والبحر الأحمر وليس لهذه السلعة موسم معين وكانوا يحملونه إلى النيل فيشحنه التجار بالمراكب إلى القاهرة (١).

كذلك فقد شكلت الأعشاب الطبية جزءًا من صادراتهم. ويشتري العبابدة ولا سيما من سوق دراو وارداتهم واحتياجاتهم الضرورية والتي تتمثل في الذرة والمنسوجات والأواني النحاسية.

وقد شارك العبابدة كغيرهم من التجار في القرن التاسع عشر في تجارة الرقيق، بل وتقاضى شيوخهم ضريبة عن كلّ رقيق يمر عبر الصحراء (٢).

٥ - عمال التعدين:

ومع التطورات الحديثة والبحث عن المعادن في الصحراء الشرقية لمصر واقتراب هذه العمليات من مواطن العبابدة كان لابد أن يشارك العبابدة في هذه المهمة حيث تم الاستعانة ببعضهم كعمال وخفراء ومساعدين في أعمال الميكانيكا أو كسائقين أو العمل في وظيفة "ولاع ديناميت" أو "عطشجي" لقطارات المناجم.

ونتيجة لعملية الكشف أيضًا نزحت بعض الأسر العبادية إلى قرى ومدن البحر الأحمر مثل سفاجة والقصير وإلى بلاد صغيرة نشأت على أكتاف الاكتشافات والمناجم مثل "حماضات" و"الحمراوين" وهي قرى صغيرة ظهرت في الصحراء الشرقية قريبة من مناجم الفوسفات بدأت بمساكن للجيولوجيين والمهندسين والعمال الذين جاءوا لإدارتها ومعهم عائلاتهم، ثم ازدادت مقوماتها بعد أن قام البعض بفتح دكاكين صغيرة ثم بنى جامع وظهر بجواره ما يشبه المدرسة أو الوحدة الصحية. وهكذا استمر نمو المرافق حتى اكتملت القرية.


(١) بوركهارت: المصدر السابق. ص ١٣٤.
(٢) نفس المصدر. ص ٣٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>