للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - الرعاة:

ومن الأعمال التي اشتهر بها العبابدة أيضًا الرعي فهو يمثل حرفة هامة لدى عبابدة الصحراء. وأهم الحيوانات التي يرعاها العبابدة الماعز والإبل والضأن، وإذا كانت الماعز تأتي أهميتها في المرتبة الأولى من حيث العدد إلَّا أن الإبل تحتل المكانة الأولى من عدة جوانب، منها الثروة والنظرة الاجتماعية، فمجتمع العبابدة الصحراوي يدور في كثير من نظمه حول رعي الإبل. وإذا كان الماعز والضأن هما المصدر الأساسي للحم عند العبابدة، إلَّا أن الإبل تشارك الماعز والضأن كمصدر للألبان التي تعد الغذاء الرئيسي للعبابدة. كذلك فإن الإبل تشكل الوسيلة الوحيدة للركوب والانتقال والنقل في الصحراء المتسعة الأرجاء القليلة الماء.

ولما كان الجمل يعد مصدرا للثروة عند العبابدة في الصحراء فإنه كان محورا للتمايز الاجتماعي. فمن يمتلك رؤوسا عديدة من الإبل تصبح له مكانة خاصة بين أفراد عشيرته، وربما نشأت رئاسات ومشيخات البطون والعشائر والقبائل أصلًا عن مدى ما تتمتع به من ثروة تجعلها في موضع اجتماعي مرموق.

ولقد أدى انتقال عدد كبير من العبابدة إلى الوادي واستقرارهم فيه إلى انتقال المشيخات من الصحراء إلى الريف وأصبحت الثروة - في مراحلها الأولى - تقاس بالعشور التي يدفعها أفراد القبيلة إلى شيخهم حينما يأتون بإبلهم إلى السوق لبيعها. ثم استثمرت هذه الثروة في الأرض وأصبح كثير من رؤساء القبائل يمتلكون مساحات متفاوتة من الأرض الزراعية (١).

٤ - التجار:

أصبحت التجارة جزءًا أساسيا من اقتصاديات العبابدة في الصحراء. وتأتي الجمال على قائمة الصادرات التي يقوم العبابدة بتصديرها - إذا جاز استخدام كلمة صادرات - إلى الأسواق ولا سيما سوق دراو بأسوان فهذه السوق تعتبر نهاية أهم الطرق الصحراوية بين مصر والسودان في الجزء الشرقي من الصحراء. ويعتبر تجار


(١) محمد رياض: المرجع السابق. ص ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>