وديارهم من الشمال إلى الجنوب في جنوب فلسطين: عين العروس وعين البيضاء وعين الخنزير وعين القصب وعين النقرة وأبو العزبلات وعين الخرار وعين الحصب.
ووسم السعيديون العامود يرسم على طول الفخذ الأيسر للبعير، والمطرق يرسم وراء الأذن اليسرى والشاهد يرسم على صدغ البعير الأيسير.
عددهم في بداية القرن العشرين يقرب من ألف نسمة، لا يكترثون بالزراعة والسبب في ذلك عدم توطنهم ونزولهم في بقاع وعرة ومنازل قريبة من وادي العربة وتخوم شرق الأردن واضطرارهم لأن يكونوا دومًا على أهبة الطعن والنزال مع بني عطية وغيرهم من عربان تلك البلاد، والسعيديون لم يألفوا الحكومة إلا قبل زمن قريب ولا يذكر أنهم دفعوا شيئًا من الضرائب قبل عام ١٩٢٨ م والضريبة الوحيدة التي دفعوها للحكومة هي ضريبة الحيوانات. ولقد كانوا أرباب مواش وأصحاب ثروة وحلال، ليس لهم أرض مفتلحة سوى (قاع السعيديين) على الحد بين شرق الأردن وفلسطين، وما كان يضاهيهم في الكرم وحب الضيف أحد، إلا أنهم أصبحوا على جانب عظيم من الفقر يعيشون عيشة التقتير ويأكلون الحب المعروف بالسمح وهو ينبت من تلقاء تفسه في الوديان، وبعد أن كانوا من حيث الكثرة والهمة بدرجة يحسب لها بنو عطية حسابًا فقد تضاءل عددهم هذا بسبب الجوع والمحل وقد فتكت في أجسادهم الحمى التي تفتك عادة بسكان الغيران وهم في حالة يرثى لها.
وأضاف العارف: السعيديون من أحلاف قبيلتي العزارمة والترابين، وهناك حول مزيريب عشيرة اسمها السعيد وهي ذات صلة قربى مع السعيديين. وكانت لهؤلاء السعيديين منازل بين عرعرة وتل الفارعة وكانوا يقطنون أيضًا في هرابة الرأس بالقرب من اللقية، وكان لهم حتى قبل رمن قريب أرض بالقرب من بئر السقاطي المشهور وهي لا تزال تكنَى حتى يومنا هذا (بخور السعيديين) ويظهر أنهم رحلوا عن منازلهم هذه أثناء الحروب الأهلية التي نشبت بين القبائل فاستوطنوا وادي العربة المعروف بوادي النار.